الزنا
قبل أيام عندما فُتح السفر لدينا، شاهدت مقطع لأسيويات يخاطبن الرجل السعودي أن البلد الذي يسكن فيه لا يوجد فيه كورونا، كانت غالب الردود ما فيه كورونا لكن فيه إيدز! عندما اقرأ سورة النور دائماً ما تستوقفني أية الزنا (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)
عندما أدقق في كلمة
(ولا تأخذكم بهما رأفة) يشعرني أن هذا الجرم عظيم فالله هنا يخاطب من يقيمون الحد أن لا تأخذهم الرأفة في تطبيق هذا الحد، عندما تتأمل أن المحصن تزهق روحه عندما يقع في هذا الجرم والغير محصن يجلد ويغرب عن أهله تدرك عظم هذا الإثم!
يا رب
إذا كانت هذه الشهوة لا يستطيع أن يكبتها الإنسان فلماذا تعاقبه؟!
وإذا كان هذا الرجل الذي أعطيته حق أن يتزوج أربع نساء،
وأنت أعرف بحاله فهو لا يستطيع كبت شهوته فلماذا تعاقبه؟!
وهذه المرأة التي يقولون إن شهوتها أشد من شهوة الرجال فلماذا تعاقبها؟
ولماذا لا يتقبلها المجتمع عندما تخطئ مثلما يتقبل خطأ الرجل؟!
هل جربت يوماً أن تشعر بالجوع الشديد، وترى كيف تتحول أخلاقياتك وكيف كثير من الأشياء التي تحملها من مبادئ وأخلاق …الخ تزيل في تلك اللحظة أمام فقدانك لهذه الشيء الأساسي لدرجة أن دينك يجيز لك في تلك اللحظات أكل كل ما حرمك منه!
مرتين أو ثلاث ومع لحظات انشغالي ونسياني للأكل مرت بي حالات شعور بالانهيار الداخلي، وجدت أنني في هذه اللحظات كل ما أحمله من أخلاق ومبادئ تلاشت تماماً، أذكر أنني صرخت في وجهه أناس، ودفعت أناس عن باب الثلاجة لأخذ شيء لأأكله، شعرت أنني ربما أقتل أحداً في تلك اللحظة!!، شعور صعب جداً جداً جعلني أدرك وأفرق بين ما هو ضروري وما هو حاجات ملحة!
الجنس! حاجة ملحة لكن يستطيع الإنسان كبتها إن هو أراد، وأقل ما فيها يستطيع إخراجها دون أن يصل للمحرم! ولو تفكر الإنسان بعمق هذه العملية، كم تأخذ من الساعات؟! أو الدقائق، لا أظنها تتجاوز دقائق معدودة، هل تستحق أن يرتكب الإنسان الإثم لأجلها؟!
القرآن لم يفرق بين رجل وامرأة في هذه المسألة÷، كون الله أعطى الرجل حق الزواج بأربع نساء لا يعني أن شهوته أكثر! المسألة أشبه بالطعام هنالك من لا يأكل كثيراً وبعضهم متوسط وبعضهم شرهه، والأمر ينطبق على النساء، ربما تكون امرأة شهوتها أكثر من زوجها! وربما زوج لا تكفيه إلا أربع! وقصة شهوة النساء أكثر من شهوة الرجال هي شيء تقوله الرجل! لأن ذلك الشيء يناسب غرورة في أنه هو القادر عليها!، مثلما سوق للجنس بصورة جعلت الناس تعتقد أنها لا تستطيع كبح جماح هذه الشهوة، وتتساهل في اقتراف الزنى، ولعل من يتابع المسلسلات الأجنبية خاصة في السنوات الأخير، سوق لرغبة الجنسية أنه شيء لا يستطيع الشخص الانفكاك عنه، وكبت جماحه، حتى في حالة الحزن والعزاء تجد أن الجنس لا يغيب! مما يجرد الإنسان من العواطف والمشاعر!، بل هم لا يرسمون ممارسة الجنس في حالة الحزن مع زوج وزوجته لتقول في نفسك ربما شيء وأرد هم لا يريدون هذه الصورة، بل يصورنه بمشاهد أرملة في يوم دفن زوجها وحزنها تمارس الجنس، أو رجل في وفاة زوجته يمارس الجنس وكأن الناس آلات!،
يستطيع الإنسان كبت جماح شهوته لأن الله ليس بظالم يعطيك ما لا تستطيع منعه! ثم يحاسبك!
وقد ذكرت سابقاً في موضوع مستقل أن الإنسان يستطيع منع هذه الشهوات في نفسه إن هو أراد!، طبعاً أهم شيء قطع التفكير، والبعد عن المثيرات
نص المقال السابق
كنت أتأمل حديث من استطاع الباءة فليتزوج، وقول ابن مسعود لا نجد شيئا، وحث الرسول لهم بالصيام! وبين حديث ذلك الشاب الذي دخل يستأذن الرسول عليه الصلاة والسلام بالزنا لماذا لم يساهم الرسول في زواجه وإعفافه وهو الذي يستطيع أن يقول لصحابة من يزوجه، ومن يدفع له ويعينه، ولماذا لم ينصحه بالصيام، بعد تأملي في الحديثين، الذين نصحهم الرسول بالصيام، وبين الشاب الذي جاء يستأذن بالزنا، في الحديث الأول هم مقتنعين اقتناع تام أن تلك الشهوة لا توضع إلا في حلال! وهم يريدون إعفاف أنفسهم لكن قلة ذات اليد تمنعهم!، فكان الصيام إشغالاً لهم عن تلك الشهوة التي تجتاحهم! أما في حق الشاب الذي يستأذن في الزنا كان حديث الرسول معه إقناع عقلي وفكري ليقطع عنه تلك الرغبة، ويحسن مسارها فيكون أي رغبات تجتاحنا محرمة، وتدفعنا نفسنا لها ندافعها بالإقناع العقلي الذي يدفعنا لتركها، والابتعاد عنها والرغبات التي تكون حلال ولا نستطيع الوصول لها يكون في حقها ممارسة العبادات لنشغل أنفسنا عنها، لذلك نستطيع أن نسيطر على رغباتنا بحسن التفكير والإقناع وحسن العبادة، وكل ذلك يدفعنا لشعور الرضى والتسليم وتصل نفوسنا إلى الاتزان،
وتذكر
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،… وقال منهم
(ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله)
رغم سلطة الجمال، وسلطة المنصب، وجميعها سلطات شديدة على قلب الرجل
إلا أنه وقف وتمنع مخافة الله لذلك استحق ظل الله يوم القيامة ، وتذكر هذه الأية جيداً (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) يرى الله اجتهادك واجتهادكِ فلن يخذلكم أبداً