المتألمون الجدد!
بالأمس كنت أستمع للمساحة صوتية عنوانها التعافي العاطفي ،وكان أغلب من يتحدث عن محاولة التعافي هم الرجال ويذكرون القصائد التي سلطت على الفشل من التعافي من هذا الألم … إلخ المساحة وما كان فيها من أحاديث! عندما تتفكر بهذا الألم وهذه المشاعر، وتسمع صوت الرجل المتألم يجعلني أفكر بعمق أكثر! الغالب ألم الرجل في هذا الجانب أعني جانب الحب هو من اصطنع هذا الألم وهو من اختاره لنفسه بعكس المرأة التي أجبرت عليه ! وفي ظني شعور المرأة في ذلك الألم أصدق من شعور الرجل ! علينا أن نتفق أن هنالك حباً حقيقياً موجوداً، ربما أصبح نادراً ربما ، هذا الحب قائم على ركيزة نهائية هي الزواج ثم بعد الزواج ينتقل لمرحلة أخرى أعمق من سابقتها وإن كانت تفقد أشياء من مرحلتها الأولى مثل ( الشوق ..إلخ لأن البعد يولد أحاسيس مختلفة عن القرب لكن المرحلة الثانية أكثر عمقاً! دعونا نتفق أن الدين لم يحرم الحب لكن قوم مساره عندما يوجد (لم نر للمتحابين مثل النكاح) ولأن العرب كانت ترى أن هذا الحب معيب كانت تمنعه وهذا المنع هو ما جعل أكباد الشعراء تتفتق ألماً وحزناً وشوقاً ونقلوه في أشعارهم، ثم بعدها أصبح الحب مرتبطاً بصورة معينة من هذا الوجع الذي يطلبه البعض ويستلذ به ويريده على هيئته هذه ! وهو غير صحيح! ووجدت أن أكثر من يحرص عليه بعض المتزوجين ويحملون شعاراً (إذا أردت أن يموت الحب تزوج!!) والبعض منهم بعد تأملي على حرصه على هذا النوع من الحب لا يخرج من ثلاثة أشياء (يمر بحزن يحتاج ما يخرجه منه!، يشعر بفراغ داخلي حتى وإن كان لديه مهام يومية يقوم بها !، حياته روتين لا يملك ما يغيره بها سوى هذا النوع من الحب ) طبعاً هؤلاء بنو حياتهم تزوجوا ، وعيلوا فحياتهم تسير وفق ما يريدون بالشكل عام ، وعندما توجد المرأة في حياتهم طبعاً (المرأة الحبيبة) ستكون لغة الحب والوفاء لديه عالية ويجب أن تسير معهم وفق رؤيتهم لهذا الحب الوهمي! المرأة عندما تحب رغم عاطفتها الجياشة لديها رؤية واضحة تجاه هذا الحب وهو الزواج والاستقرار! وعندما تقع رهينة لمن يحمل هذه المفاهيم تجاه الحب، ونظرته للحب ستكون مختطفة، ومشاعرها مختطفة، وتساوم عليها ! بل تكذب وأنها لم تحب ولم توفي لهذا الحب! طبعاً وفق منظور هذا الرجل الذي لا يريد أن يقتل وهج الحب الذي يشبعه ويملأ عليه يومه وحياته!! لا شك سيأتي يوم سيكون هنالك نقطة فاصلة في حياة هذه المرأة وستتخلى عن هذا الحب! لأنها سترى أنه يخادعها، ولا يريد الزواج منها، ويتلاعب بمشاعرها، ولا يملك شجاعة الإقدام على تكليل هذا الحب الذي يدعي أنه صادق فيه بالزواج! وهو سيرى أنها لا تحبه لأنها ربطت هذا الحب بالزواج! والحب ومشاعره أقوى ويجب أن تتمسك به ولا تتخلى عنه! …إلخ.. طبعاً لكل منهما ادعاءاته ونعلم جميعنا أن هنالك شخصاً صادقاً! وشخصاً واهماً ! سؤال عرضي لهؤلاء الرجال الذين يحملون هذه الفلسفة في الحب ! لو جاءتك قريبة لك وأخبرتك أنها تحب ومن تحبه لن يتزوجها وستبقى هي وهو هكذا بلا زواج ؟ ما هو رأيك ؟ ولو أخبرتك أنه متزوج وهي لن تتزوج وستبقى تحبه ماذا ستقول لها ؟! (دائماً مقياسنا سيختلف عندما يتعلق الأمر بمن يرتبط بنا!!! وستتغير نظرياتنا وفلسفاتنا التي نتشدق بها) #حقيقة
لذلك عندما استمعت لألم الرجال في تلك المساحة وحديثهم عن محاولة التشافي كنت أتساءل هل كانوا يملكون ألا يتألموا؟! وأن لا يمرون بكل هذه العذابات!!
أعلم يقيناً أن البعض كانت الظروف أقوى منهم فكانت هذه المواجع! لكن من كان يملك ألا يتوجع وأدخل نفسه في كل هذه المواجع ألم يكن يملك الخيار ألا يتوجع ؟!
لذلك بعض الألم خدعة والنفس تكبرها!
أصحى أيها الموجوع من وهمك !!!
# الموهوم أكثر.. من كان يظن أن هذا التخلي يمس رجولته و شخصه الكريم فسل سيفه على تلك الضعيفة التي كل ما كانت تحلم به حب يكلل بالزواج والاستقرار
# أنا هنا أفسر حالات الحب ولا أدعو للحب ومن يقبل نصيحتي ألا يحب أبداً!
حافظوا على قلوبكم الحب في هذا الزمن ملوث ، خسائرك فيه أكثر مما ستربح
ربما تفقد روحك فيه!
أنا مع دوستويفسكي عندما قال
“فرحةُ الحبِّ عظيمة ، لكنَّ المُعاناة فظيعة ، والأفضَل للإنسَان أن لاَ يحبّ أبدا.”