المثقف المزاجي والتورط !
مع العمر اكتشفت أن مأساتي لا تكمن في البحث عن صديق أو حبيب!!
بل عمن أبادله معلومة عرفتها! ، وشعرت أن لدي رغبة ملحة وسعيدة في قولها!
هذا الشخص وفق معياري ليس بالمثقف المغتر ! بل ذلك الشخص الذي يبحث عن المعلومة بشعور صدق ومازال متمسكاً ببساطته ودهشته ! بعد اجاد ذلك الشخص “الذي لا أريده طبعاً ” سيكون هنالك مأساة أكبر هي الخوف من التورط !!
التورط لمن لا يعرفه هو شعور يلازم بعض المهتمين بالثقافة!
المهتمون بالثقافة على قسمين:
القسم الأول: قسم اجتماعي ويرغب بالظهور ونشر ما تعلمه
البعض يملك العلم الحقيقي، والبعض يملك معلومة الطماطة !!
أبو طماطة هذا يقاتل لأجل يخرج ويقول لك طماطة طماطة !!
وأنت تعرف الطماطة !
القسم الثاني : قسم غير اجتماعي “وبنسب متفاوتة” ، والغالب اجتماعاته محدودة ومع أشخاص معينين ، هؤلاء في الغالب يخافون من التورط ! تأتيهم فترات يرغبون بالتعرف أو المشاركة المجتمعية مع الناس ! ثم فجأة يبتعدون ويختفون ! من لا يفهم طبيعة هؤلاء يظن أنهم مغرورون ! ويتهمهم البعض “بالنفسية” ! لكن الحقيقة هم يخشون من التورط أن يتورطوا بأناس يفسدون عليهم عالمهم ! يخشون مما ستترتب عليه تلك العلاقات! والتي في الغالب لا يستطيعون تحملها ! إذا وجد في حياتك مثل هؤلاء حاول أن تتفهم حالهم ، أتركهم “على راحتهم ” لا تعاتبهم ولا تقتحم عالمهم وتحرجهم وتكون ضيف ثقيل! يجاملونك في البداية ثم في النهاية يتهربون منك ! أعطهم صلاحية خط مفتوح! قل له متى ما شعرت أنك تريد الخروج من عالمك وأحببت أن نلتقي أو أزورك فاتصل بي ، وأنا لا أقول لك فرغ نفسك لمزاجية هؤلاء! ولا أقول لك تورط معهم ! أنا أشرح لك فقط إذا وجد في حياتك مثل هؤلاء وتريد الاحتفاظ بهم إن كانوا أصدقاء ، وإن كانوا من عائلتك فأنت ملزم على تفهم حالتهم !
وعموماً يغلب على المهتمين بالثقافة المزاجية!
فلا تتعب نفسك معهم إن أردت أن تريح نفسك !