بعضٌ من بعضنا !
انتهيت من مسلسل تدور أحداثه حول أفراد عائلة، كل واحد منهم يحتفظ بسر لو عرفه الأخرين عنه ربما تغيرت نظرتهم تجاهه! هذا المسلسل ذكرني بفيلم شاهدته قديماً حول أصدقاء تجمعهم سهرة جميلة، وفي أثناء هذه السهرة يقترح أحدهم أن يلعبوا لعبة بأن يتركوا جميعهم جوالاتهم على الطاولة وأي رسالة تصل لأحدهم يقرأها بصوت عالي، وأي اتصال يفتح مكبر الصوت ليعيش كل واحد صراع نفسي كيف لو عرف الأخرين ما يخفيه عنهم! وكيف هو شعورهم تجاهه بعد تكشف حقيقة ما يخفي! هذا المسلسل والفيلم ذكرني بحوار دار يوماً بيني وبين قريبتي والتي قالت لي هل شاهدتي بعض حسابات شباب عائلتنا في تويتر؟! (واللي بعضهم مسووين رومانسيين!!) وقتها قلت لها ولماذا لا يكون الأمر حقيقي وفعلاً أنهم رومانسيين؟! لأن هذا الجانب مخفي من شخصياتهم ولم تريه! لماذا نعتقد أننا نعرف بعضنا البعض بصورة تامة وكاملة! ونحن في حقيقة الأمر لا نعرف إلا الجزء الذي يظهره الشخص! أو تظهره ظروف الحياة! أو المواقف والأحداث! لو سألت يوماً أبيك، وأمك، وإخوتك، وأخواتك، وزوجتك، وأبناءك، وأصدقاءك، لوجدت أن كل منهما يراك بشكل معين! وربما يكون صادقاً فيه! وربما متوهماً! وربما رؤيته لك مبنية على شخصيته وقياسك عليها! كم من شخص اعتقدت أنه قوي وهو داخله طفل! وكم من شخص ملامحه بريئة وهو يخفي تحته قاتل ومجرم! وكم من شخص سريع الدمع والبكاء يخفي قسوة تتعجب منها في مواقف لم تكن تتوقعها! …الخ
مهما بلغت معرفتك بالمحيطين بك، أو حتى بلوغك في معرفة الشخصيات، أنت لن تستطيع معرفتهم مئة بالمئة، ولابد للأيام أن تخبرك بذلك! لذلك لا تستطيع الجزم بأحكامك تجاههم!
أعجبتني مقولة في المسلسل تقول:
“نحن نحب بعضنا ونخفي أموراً حتى لا نؤذي بعضنا البعض”
وأقول: نحن نعرف حقوق بعضنا البعض لكيلا نتجاوزها ونؤذي بعضنا البعض!