لأنهم خلقوا من الجحود جحدوا!
الذي تأكدت منه في السنوات الأخيرة أن بلادي لو أخرجت كبدها، وقطعتها قطع بالتساوي ووزعتها لما رضي عليها الكثير من الناس!، ولبقيت بلدان ساخطة عليها!، وسيبقى دائماً صوت الجحود والنكران هو صوتهم!، وعندما تتساءل عن أسباب هذا التعامل ستجد جواباً طبيعياً لفطرة البشر أن بهم حساداً لا يستطيعون تقبل أن تكون أفضل منهم ولديك خير بخلاف عنهم!، وهؤلاء تجدهم في كل مكان وزمان بل ربما من دمك ولحمك من يحسدك اللقمة التي تأكلها!! لكن هنالك أشخاص منقسمون على قسمين الأول: جهال تماماً بالسياسة وليس لهم إلا الصورة الظاهرية، هؤلاء مثل الطفل الذي يريد من والده أن يضرب كل من يعتدي عليه!، وليس لديه أي صورة أو إدراك تماماً بما يحيطه به!، والقسم الثاني: هؤلاء هم الأداة المستغلة لكل إثارة زوبعة ليس لديهم إي أهداف إصلاحية أو تأليف قلوب، بل هم خلقوا بتكويناتهم النفسانية على الخداع والغدر، ونشر الفوضى ويتبعون مصالحهم أينما وجدت!، حتى لو كان بحمل السلاح ضد أبائهم! هذا البلد المعطاء ليس بيده كل ما تتمنى فهو مثلك يعيش وسط أمم أقوى منه، وترغمه أن يتبع أنظمة محددة، هو يجاهد على قبول ورد بعضها حسب ما يستطيعه حاله، وهو يدرك أنه حين يكون متساهلاً في عينك على توقيع ورقة لأنه يدرك أن تنازله عن جزء يحمي أجزاءً يخشى أن تنتهك! اليوم أنت تصلي في مسجدك وتعبد ربك أمن على أعراضك، لأن هنالك من يجاهدون على ألا ينتهك دينك وعرضك!، وإن كنت لا تستطيع إدراك إلا ظاهر الأمر! ولك مثال بسيط، فيمن ثاروا فيما بينهم في بلدانهم ولم يستطيعوا حتى أن يحموا أعراضهم ولا أن يقيموا شعائر ربهم! وفلسطين التي أُخذت من المسلمين ليس بيدي أن أحرك جنودي لأعيدها لحوزة المسلمين!، لأني أعيش في عالم وفق أنظمة ومن يترأسه أقوى مني ومنك وينتظرون مني الزلة، فبدلاً من ضياع فلسطين قد تستباح كل بلاد المسلمين!، وأقلها قبلة المسلمين ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم!، سأجاهد قدر استطاعتي في خدمة قضيتها، دون أن يضيع شبراً أخر من بلاد المسلمين!، وأخوتي الذين لديهم أبناء يتعاركون فيما بينهم، ولم يستطيعوا أن يحلوا مشاكلهم، وطوال حياتي وأنا أبذل لهم المال لإصلاح حالهم، وحين وصل الأمر ليهد السور الذي يجمعنا، ومن خلاله سيدخل اللص ليسرقنا جميعاً، سأتدخل لأن أخي وأبناؤه لم يعودوا قادرين على حفظ دارهم وسيصل الأمر لداري! لذلك لن أقف مكتوف الأيدي لأنظر ونحن نهلك جميعاً!، ولو جلسوا اخوتي فيما بينهم هم وأبناؤهم وتسألوا هل أحتاجهم أنا؟ لوجدوا أنني لا أحتاجهم فلدي المال ولدي الأبناء القادرين أن ينهضوا ويحموا بيتي وأعيش بسلام أنا وهم!، لكن مشكلتي العظيمة بين اخوان وأبناؤهم يتصارعون ما بينهم، وبين واخوان يستنزفون جيبي عند كل قرار أريد أن نتخذه جميعاً لنكون يد وحدة في حماية سورنا الذي يحمينا جميعا، وفي كل مرة أتساءل أين الأخلاق وأين الأخوة التي تدفعهم لنكون جسداً واحداً!
ومع كل ذلك مازلت أقف معهم، وأبذل لهم كل شيء
ولا أجازى منهم دائماً إلا بالطعنات في صدري !!
فأي أخوان أنتم؟!!