Navigation Menu+

مراجعة كتاب الملف الأفغاني

Posted on أغسطس 30, 2024 by in كُـتُبٌ

تمت زيارة التدوينة: 79 مرات

 

انتهيت من قراءة كتاب الملف الأفغاني، ويضج رأسي بالكثير من الأسئلة والتأملات ! قبل كل شيء ربما البعض شاهد مقاطع ولقاءات حول هذا الموضوع ، لكن إيماني أن القراءة مختلفة تماماً ، قناعتي أن  أثناء القراءة يتبعها تفكير أكثر بكثير من السماع ، يحلل العقل ويتأمل، ويفكر بعمق بخلاف لحظة السماع التي يكون الحال فيها أقل! كثير من الأوضاع التي حدثت في أفغانستان لم أكن لحظتها قد ولدت، وبعضها كنت طفلة صغيرة همها لعبتها! لكن كثير من الأحداث التي مرت ببلدنا، وبالعالم حوله هي سلسلة وتبعات لأحداث قبلها ! الإرهاب الذي طال بلدنا وخسرت فيه عمي رحمه الله رجل أمن يشهد أن لا إله إلا الله، ذهب بسبب عقول تلوثت وتظن نفسها أنها تملك صك الجنة! لا نبرئ أنفسنا كم من الأفكار كانت خاطئة لدينا كان لقلة العلم دور في عدم فهمنا! الآن نضحك على عقولنا المغترة التي فهمت شيء وغابت عنها أشياء! من الأسئلة التي وردت في عقلي هل كان أسامة بن لادن رحمه الله يعاني من مرض نفسي؟! ذكر الأمير تركي الفيصل أن أسامة بن لادن رحمه الله، عندما قابله وقابل عمه الأمير سلطان رحمه الله ورفضوا اقتراحاته ، شعر أن هذا الرفض كأنه إهانة شخصية له ! وهذه من الأسباب التي جعلت أسامة يعادي السعودية ! شاهدت الكثير من الوثائقيات التي تتحدث عن أدلجة العقول، بل حتى عن القتلة غالب هؤلاء يعانون مرض نفسي هم لا يدركونه! وكثير من هؤلاء فيما يتعلق يمن يكونون قادة يبدءون الأمر بغطاء ديني أو روحي .. إلخ (تابعوا ما وضعته من وثائقيات أدلجة العقول ) كان هنالك سؤال ملح ؟! لماذا لم يقود أسامة بن لادن رحمه الله من جندهم تجاه فلسطين ليحررها ؟! لماذا لم يتبنى عمليات تفجيرية في قلب إسرائيل ؟ وبلد الحرمين سمع فيها دوي تلك الانفجارات وهذا البلد الذي من المفترض أن يكون بلداً آمناً لا تلوثه يد الإرهاب !! عندما تقرأ عن أفغانستان تشعر بالألم على هذا البلد المكلوم ! الذي مرتبط مصيره بجهلة مغترون بأنفسهم ! لا تطور ولا تقدم حتى حق العلم والفهم محرومون منه بسبب تلك الحروب، والمحزن أن أشد الحروب هي ما كانت بينهم! الاقتتال بين الأحزاب! وربما أشد ما قاله الأمير تركي الفيصل كم سعينا للإصلاح بينهم وتوحيد صفوفهم ، حتى أبواب الكعبة المشرفة فتحناها لهم ليقسموا على الاتحاد ونبذ الفرقة ثم ما يلبثوا حتى يتقاتلوا! الإسلام ليس كلام يقال بل فعل يدفع الإنسان نفسه له، ويرغمها عليه حتى تسير وفق ما يريد الله ! أن تقتل أخيك وتذهب لتنام بدم باردة ثم تقول أنا مسلم أنا من يحمل الإسلام الصحيح هذا من تلبس النفس ومن الأوهام التي تعشعش في الرأس ! ربما أعجب ما قاله الأمير تركي عندما جاء الوفد من روسيا لسعودية والمجاهدين لعقد اتفاق وكان مع الروس مترجم مسلم وعندما ذكروا للوفد الروسي أن المجاهدين ذهبوا للعمرة وسيأتون ، قال المترجم أنه يريد العمرة ! قال الأمير تركي الفيصل ، له آه أنت مسلم ! قال بطبع لا أنا شيوعي !! علق الأمير تركي أنه لم يبدو عليه أي أثر للتناقض! هذا الأمر ما أتأمله من فترة وذكرت ذلك في تدوينه سابقة ، كيف يغيب العقل شيء،  ويدرك شيء ويعيش الإنسان في تناقض كبير!!

من الأشياء العجيبة التي ذكرت في الكتاب واستوقفتني كثيراً أن ١٦ شخص ممن ذهبوا للجهاد عادوا وهم مدمنين على المخدرات ! ! ذهبوا لأجل شيء عظيم لكن تلك النفس تهاوت لمرحلة خطرة ! لو بقوا في بلدانهم لما وصلوا لهذه المرحلة التعيسة ! دائماً علينا متابعة أنفسنا فالنفس تتوهم وتلبس نفسها أنها قادرة ولكن في حقيقة الأمر تتكشف أنها أضعف مما نتخيل ! 

الكتاب جميل بنسبة لي وتكمن أهميته لي رغبتي بفهم مالم نعشه ،لأن كثير مما نعيشه يرتبط بالسابق!

هنالك كلام مهم أود أن أقوله ، الوطن مثل بيتك ومن يحكمونه مثل الأب والأم! لا يوجد أب كامل ولا أم كاملة! لكن تحب أبيك وتحب أمك وستقبل اجتهاداتهم وستتسامح مع تقصيرهم إن وجد ! لا يوجد عاقل سينادي السراق ليسرقوا بيته ويخربوه ! بل أول من سينبذه أولئك السراق !! الأوطان لا تخان ! الأوطان تقدم لها الأرواح! فدافع عن وطنك بكل ما أوتيت من قوة! وتأمل حالنا ولله الحمد عشنا بأفضل حال ومن يحكموننا لم يقصروا في شيء، منذ توحيد هذا البلاد، وحالنا من أفضل لأفضل وهذا يبين صدق نواياهم واجتهادهم ! تأمل البلدان من حولك، لك عينين افتحها وشاهد! لا ترخي أذنك لذلك الحاسد، ولا ذلك المتذمر الذي لن يرضيه إلا أن تحشي فاه بالتراب !

في الختام ذكر الأمير تركي الفيصل أن من مواقف المحرجة التي حدثت له عندما استضاف الوفد الروسي ، كان فوق التلفاز لوحة أهداها له مدير وكالة المخابرات المركزية وليام كيسي مكتوب فيها

( إن قلبي باق في أفغانستان مع أن روحي ستواجه الرب ، كلماتي الأخيرة لك يا ابني وخلفي هي لا تأتمن الروس ولا تثق بهم أبداً )

 وأنا أقولك الأمريكان والروس … إلخ  كلهم (عيال كلب) لا تثق فيهم!!

في السياسة حتى نفسك لا تثق فيها لأنك ممكن تخورها 😂

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.