هجـــرة !

رُدُّوا على يعقوبَ بعضَ بَنِيهِ
إنَّ المُهاجرَ لا غَمامَ يقيهِ
أنَّى توجَّهَ فالطُّلولُ أمامَهُ
والموتُ حتمٌ في بلاد التيهِ
يحكي عن الشمسِ احتضارَ رحيقِها
والليلُ من كأس الرَّدَى يَسقيهِ
والرملُ يزحفُ كالجرادِ مزمجِرًا
للقحطِ وعدٌ في القُرى يُمضيهِ
ملءَ العيون دموعُها .. يروي الأسى
أم يا تُرى ذاك الأسى يَرويهِ ؟!
يسري .. وصبرُ الأنبياء بصدرِهِ
تُبدي دموعُ الوَجْدِ ما يُخفيهِ
حتى إذا مَلَّ الطريقَ .. ومَـلَّهُ
أملَى عليه الشوقُ ما يُمليهِ
في ساحة المختار ألقى رحلَهُ
اللهَ يا نورَ الحقيقةِ .. إيهِ
اركُض برجلك .. ذي ديارُ محمدٍ
يا نفسُ مِيدي في الجمال وتِيهي
البَوْحُ في حبّ النبي عبادةٌ
أَرخِي العِنانَ لذِكْرِهِ أَرخِيهِ
فالقلبُ يَشقَى في الغرام بحبِّهِ
لكنّ حبَّك بالهوى يُحيِيهِ
هذا مُحِبُّكَ يا رسولُ وخلفَهُ
وطنٌ يَئِنُّ .. وأمَّةٌ تَبكِيهِ
وأنا أتيتُك والرماحُ تَنوشُنِي
باكٍ فؤاديَ .. دائمُ التَّأْوِيهِ
والناسُ خلفيَ قاتلٌ ومُقتَّلٌ
ومشرَّدٌ لا شِيعةٌ تُؤْوِيهِ
من أين أبدأ في القوافي وصفَهم
وصفاتُهم جلَّت عن التشبيهِ
قومٌ تركتَ لهم بيانًا ناصعًا
ومنزَّهًا عن قول كل سَفيهِ
هذا رباطُ الحقِّ .. كونوا إخوةً
ويدًا على مَن رامَ أنْ يُوهيهِ
فنسُوا كلامَك يا حبيبُ .. ومَن قلَى
ذاك الهدى فاللهُ لا يَهديهِ
لكنّ حبَّك يا نبيُّ شِراعُنا
مِجدافُنا في بحر هذا التِّيهِ
بمحمدٍ أحيا الإلهُ بلادَنا
وبه تعودُ .. كيوسفٍ لأبيهِ
محروس بريك