Navigation Menu+

فيلم Phantom Thread

Posted on أبريل 8, 2020 by in وثَائِقِيَاتْ وَأَفْلَامٌ

تمت زيارة التدوينة: 680 مرات

 

 

بالأمس قرأت مراجعات طامي السميري لفيلم Phantom Thread

 في موقع معنى ” وهو يرى أن آلما استطاعت أن تكتشف شخصية وودكوك و

تغيرها، وأنا في رأيي الشخصي هي أجبرته بالقوة للخضوع لها، ولم تعدل شيء في شخصيته وإن اكتشفت فيها ضعف! كون الشخص يحمل قناعة ومؤمن بها ويدخل شخص لتغير قناعتك هنا، هو يملك القدرة المذهلة على فهمك وتغيرك لشخص أخر لا تعرفه أو حتى اظهار شخصيتك الحقيقة، لكن عندما يدخل شخص حياتك ويرغمك بقوة شيء دخيل أن تكون متمسكاً به، ومحتاجاً له، أنت لم تغير شيء في داخله أبداً، وأنت تعلم في قرارة نفسك أنه لم يحبك وأنت فرضت سلطتك القوية عليه وخدعت نفسك وخدعته! جورج كلوني كان مشهوراً بأنه أشهر عازب، وعرف بتعدد علاقاته مع النساء وكان يرفض الارتباط والزواج لكن حين دخلت حياته أمل علم الدين غيرت جورج كلوني لشخص أخر وتزوجها وأنجب منها، ومن يشاهد مقاطع جورج يدرك التغير الذي طرأ على حياته ومدى سعادته وحبه لأمل، لكن وودكوك يختتم الفيلم وهو شخص راضخ لقوى ألما دون أن تشعر بالحب والسعاد تحيط بهما!

حاولت تحليل بعض مشاهد في الفيلم ولم أأتي على كل شيء والتي توضح رأيي

وودكوك شخص صادق مع نفسه يعرف ما يريد، ومدرك لمشكلته ومتصالح معها! كونه يعيش بمثالية في عالمه الذي صنعه، ولديه في خفايا ضعف لا ينفي سعادته في عالمه، ولم يحتج لمن يسانده في ضعفه! بل كان متعايش مع عالمه بكل سعادة ورضى! فلم يصور لنا الفيلم أنه كان يعاني من هذا الشيء، بل حتى لم يكن يرى أنه يحتاج للمرأة كأي احتياج حقيقي! رغم احتكاكه المتواصل بالمرأة! لم تكن لديه رغبات بها حقيقة ولم يصور الفيلم أي صراع نفسي بينه وبين احتياجه لها وبين عالمه ومثاليته، كل ما يراه في المرأة من جسد ووجه هو أداة لممارسة شغفه برسم فساتينه التي يحب أن يراها على النساء، وصور لنا مشهد مسحه أحمر الشفاه من شفاه آلما حقيقة شعوره تجاه المرأة، في الوقت الذي يحب الرجل أحمر الشفاه على المرأة، هو لم يكن يريد أن يراها كعاشقة ولم يكن يبتغيها لنفسه! بل كان يراها بصورة المرأة الأداة العاملة لأجل فساتينه وكل ما يتعلق بفساتينه يبهجه لذلك أسعدته آلما عندما دافعت عن فستانه ونزعته من صاحبته! وهو ما دفعه ليقبلها القبلة الوحيدة كمكافئة لها ليقول لها شكراً وليس أحبك! لتقول له آلما أحبك ومع ذلك لم يبادلها الحب ولم يتلفظ بالكلمة التي تنتظرها! حتى مشهد أخذها لغرفته في أحد المشاهد كان خاضعاً لشربه للخمر وإن كان لم يصوره الفيلم بصورة واضحة، فقد سألته في المطعم هل تناولت ما يكفي، تقصد من الطعام لتقول له تبدو ظمئاً، وهذا ما وضحه مشهد إعدادها لسهرة العشاء، عندما كان يكتم غضبه، لتقول له، أترغب في كأس شامبانيا أو مارتيني لتحظى بليلة تكون قريبة منه!

  وودكوك أظن أنه مصاب “بعقدة أوديب” فحبه وروحه وفكره معلق بوالدته والتي يصل به شعوره أن يشم رائحتها! وكان يخيط خصلة شعرها عند صدره في ملابسه دائماً ليبقيها بالقرب منه! ويخبرك أنها من علمته مهنته وأول فستان صنعه لأمه وبقي يخيطه شهراً رغم التعب لأجلها! عندما سألته آلما عن لماذا لم تتزوج قال لها ببساطة أنا أصنع الفساتين؟! لتسأله في تعجب وهل لا يمكنك الزواج إن كنت تصنع الفساتين ؟!ليخبرها أنه ليس مقدراً له الزواج أبداً، وأنه عازب قسري ولا يمكن علاجه! وهنا وودكوك صادقاً مع نفسه وصادقاً مع آلما في أحاسيسه! في أول لقاء بينهما! ليكمل الزواج سيجعلني خائناً ولا أريد هذا أبداً؟! هنا السؤال من سيخون وودكوك؟! هل له حبيبة يخشى خيانتها؟! لم يظهر الفيلم مشاهد حبيبة خفية، هل تعامله مع النساء يراه خيانة لمن سيقترن بها؟! والمشاهد كلها في الفيلم لم تظهر أن له أي رغبة جنسية أو عاطفية بأي امرأة! هو لا يريد أن يخون والدته وحبه لها لذلك يتعامل مع كل النساء بشكل رسمي ولأجل عمله فقط، وروحه تملكها والدته، وهذا ما يثبته في أول حوار في الفيلم بين وودكوك واخته، والتي تشعر أنه منزعج وتعتقد أنه من المودل لتخبره أنها ستجعلها ترحل، لكنه لا يناقشها فيما تقول بل مشغول فيما بداخله ليقول لأخته، أنه يشعر بأحاسيس مضطربة لا يمكنه وصفها! بأنه تعاوده أقوى الذكريات حيال أمه! حتى عندما تعب كان يرى خيال أمه فقط لا آلما ولا أي نساء ممن صنع لهن جل فساتينه! آلما الشخصية البسيطة المستقلة المتوهمة التي تخادع نفسها، تعلم أن وودكوك لم يكن يحبها، ولم يكن حتى يحب حبها له (فهنالك من يحبك لشخصك ويبادلك الحب ومتمسك بك، وهنالك من يحب حبك له ولا يريد فقدان هذا الشعور) وودكوك لم يكن يحب آلما ولا شعور حبها!  لا شيء من ذلك أبداً حتى عندما عملت له سهرة العشاء لم يكن سعيداً بها، آلما حبها حب تملك، لم يهمها أن يحبها وودكوك لذاتها، المهم أن تحبه هي، وحبها هذا لم يكن حباً حقيقاً بل حباً متوهماً وخاضعاً لشخصيتها، عندما نحب نصنع الأشياء التي يحبها من نحب! لا ما نحبها نحن لأدراكنا أن ما يسعدهم يسعدنا عندما نحب لا نؤذي من نحب!، لذلك عندما صنعت آلما الطعام الذي يحبه وودكوك “نبات الهليون مطهواً بالزيت والملح ” صنعته بطريقتها هي بالزبدة وكانت تعلم أنه يكره ذلك! آلما تعلم أنه لم يحبها وهي أجبرته للبقاء معها بوضع الأعشاب التي تمرضه، لأنها رأت أنه حين يمرض يكون ضعيفاً محتاجاً لمن يكن معه، وهذه طبيعة النفس البشرية عندما تمرض! آلما هي من كانت تجبر نفسها على البقاء معه في مرضه، اختارت أن يختارها في مرضه ولم تختر أن يختارها في قوته وبقناعته ورغبته الحقيقية! لذلك هي تخدع نفسها ويتضح ذلك في بداية الحلقة حين كانت تتحدث لطبيب،  (حقق راينولدز أحلامي وأعطيته في المقابل أكثر ما يشتهيه، كل جزء مني، ليسألها من يحاورها، هو رجل متطلب جداً أليس كذلك؟! ليكمل

لابد أن تواجدك معه يشكل لك تحديا كبيراً، لتجيب

قد يكون أكثر رجل متطلب على الإطلاق!! ليبدأ المشهد برجل يحلق ذقنه، وينظف حذاءه، ويمشط شعره، ويلبس ملابسه، ويزاول مهام أعماله، ولا تشكل له المرأة سوى أنها أداة لهوايته وعمله الذي يحب، والذي يتطلب أن يعامل المرأة بلطف لذلك تتوهم المرأة أنه يحبها وتنتظر أن يفصح، وهو لم يوهم أحد بشيء بل كان صادقاً ويصرح بما في داخله، لذلك قال وودكوك أظن أن توقعات وافتراضات الأخرين هي التي تسبب حسرة القلب! الحب بلا شك أنه مؤلم خاصة إذا كان من طرف واحد، لذلك من الطبيعي أن تتعاطف مع آلما وشعورها، لكن في ظني أنه لا يؤلم حين تحب من طرف واحد، ويكون الشخص الذي تحبه صادقاً معك في أحاسيسه أو لديه أسبابه لرفضه للحب لأنه لم يخدعك! ولم يكذب عليك! المؤلم أن يخدعك من بادلك الحب ثم تركك!، أو من يبادلك الحب ولا تستطيع فهمه في الحب، فيتعبك فلا تعرف هل هو يحبك أو يكرهك! هل هو يريدك أو لا يريدك!

في الختام : إذا كان لدى وودكوك عقدة من الحب والارتباط فلدى آلما عقدة التملك والتوهم والخداع ولم تملك القدرة على تغير وودكوك بل أجبرته بالقوة لينصاع لها!

 

مقال طامي السميري

https://mana.net/phantom-thread

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.