نحتاج في السينما والدراما ؟
في ظني البسيط أننا نحتاج في عالم السينما إلى شيئين مهمين (الأولى) هي خلق حالة من الابتكار وحث العقول عليها و(الثانية) تثقيف المجتمعات وهي أيضاً تكون بشيئين برفع الذائقة ، وإشاعة روح النقد البناء سواء من المجتمع أو من المختصين بالنقد لو ضربت مثال بسيط وهو بعيد عن السينما لكن أريد أن أسلط الضوء عليه لإيصال الفكرة ،دولة اليابان تميزت بالانمي بل تكاد تكون المتفردة في ذلك بشكل لافت جداً واستطاعت أن توصله للعالم، عندما تتأمل بهدوء الأكثرية العظمة من مجتمعهم يتابع الانمي، الانمي الذي تراه أنت أمام أفكار مذهلة وإبداعية تتسأل كيف استطاعت هذه العقول ابتكار قصة ، ورسم شخصياتها بهذه الدقة المتناهية ، تشعر أنك أمام مجتمع يحثها على ذلك ويعرف ما يريد وما يعجبه لذلك ترى ذلك الإبداع وتلمسه!لو تأملنا الدراما الكويتية ، والسينما في مصر مثلاً رغم أنهم من سنوات لكن هي لا ترتقي إلا لمرتبة الجيد فقط ،وقليل الجيد جداً ،ونادر الممتاز ، والغالب هو السيئ!( تشعر أنك في عبث درامي وسينمائي) والهدف الرئيسي هو المال!
تتسأل سنوات وهي بنفس المستوى ولا شيء يرتقي لماذا؟! هم لم يجتهدوا في تثقيف المجتمع والرقي بذائقته بل المجتمع على بساطة ذائقته هو المتحكم بهم!، لذلك يخرج لك مثل ” أمينة حاف” ويكسر الدنيا وسيخرجون لك جزء ثاني!! وأيضا المنتج الباحث عن المال يسيطر على الوضع
عندما يتثقف المجتمع في هذا الجانب ستشيع روح النقد مباشرة وسترى أعمال متراوحة بين الممتازة والجديدة جداً والجيدة ونادر أن ترى السيئ! أذكر قديماً في عالم الشعر عندما كانت أداة النقد باسطة يدها كان الانتاج الشعري في أعلى مستوياته
حتى أن البعض ينزوي خلف أسماء مستعارة خوفاً من يد النقد أن تطاله لو صرح باسمه حتى يثبت شعره ثم يخرج للملأ باسمه الصريح! لذلك كنا نستمتع بأجمال القصائد بعكس الوقت الحالي
اليوم الدراما السعودية رغم سنواتها الطويلة لدينا لا ترتقي بالمستوى لذلك كل ما أخشاه أن تختطف السينما منا أيضاً وخاصة بعد ضخ الأفلام المصرية التي ستساهم بثبات الذائقة السعودية على حالها لذلك نحتاج لانتفاضة قوية من ناحية نشر التثقيف المجتمعي وإشاعة روح النقد وخلق حالة من الابتكار حتى نرى السينما في أفضل حالتها وكما نحب ونطمح .