Navigation Menu+

إلى متى الوصاية الفكرية !

Posted on سبتمبر 25, 2016 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 2736 مرات

يوماً أعدت إرسال تغريدة وإذ بأحدهم يرسل إليَّ رسالة، مفادها كيف تعيدين تغريدة شخص مؤيد لقيادة المرأة للسيارة؟! أعدت كذلك تغريدة لأخت محجبة وإذا برسالة تصلني كيف تعيدين تغريدة لأخت محجبة ؟! قصص كثيرة مرت علي شبيهة بتلك القصص ! وأظن البعض مر بمثل ما مررت به ! تساءلت حينها لماذا عندما نختلف مع أحد نختلف بعدائية وننبذ كل شيء منه، حتى لو كان ما يقوله حقاً ! أليس من العدل عندما يقول كلمة حق أن نصفق له ، وعندما يقول قولاً نختلف معه نحاوره ، ونسمع منه ونناقشه باحترام ونحترم اختلافه معنا ! في هذا العالم المتناقض! لا تتعجب أن ترى أحدهم يرفض أن يعيد إرسال تغريدة أو يستشهد بقول من يختلف معه لو كان قوله حقاً ، خشيت أن يصنف أو أن يعاتب من البعض وفي المقابل ربما يستشهد بقول غربي لو تتبعت سيرة ذلك الغربي لوجدت أنه معادي للإسلام ومتصهين ! لا تتعجب أن ترى أحدهم أو مجموعة ترفعك في العلالي وتشيد بك طالما أنك مؤيد لأفكارها ، وعندما تختلف معها في فكرة فستنسفك نسفاً ، فقط لأنك تختلف معها ! لا تتعجب أن تتحاور مع شخص في مسألة خلافية ، وتذكر له مشايخ ثم يقول لك كل أولئك بائعين لقيمهم ومبادئهم! ثم يقوم بإلغاء متابعتك لأنك فقط اختلفت معه! لتدرك حينها أن هنالك من يحمل رايات الهياط المعرفي ، والديني ويرى نفسه أنه عارف العارفين وأتقى الأتقياء! وكل من يختلف معه فهو متنازل عن دينه ، وقيمه إلا إياه ! لا تتعجب أن تجد شخصاً يعادي أخر لأجل مسألة خلافية وهو يصبح ويمسي يأكل ويسلخ لحم أخيه،  ثم يخرج يحدثك عن الحرام والأخلاق! ثم تتساءل أيهم الحرام حقاً الغيبة أم مسألة خلافية تتسع فيها الأقوال ! لتقول في نفسك إن غاب الدين فلتبقى الأخلاق هي الفيصل في تعاملنا مع بعضنا ! أليس من الأخلاق عندما تسمع قولاً عن أخيك أن تسمع منه، وتفهم مراده ، وعندما تختلف معه تختلف معه باحترام وتبقى معايير الأخوة مقدمة ! يذكر الشيخ عبدالله الشبل موقفاً للعلامة بن سعدي ويذكر حرصه ، وتثبته مع من لم يكونوا مسلمين (هتلر) ويقول عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وصدر كتاب هتلر (كفاحي ) وكان يسب العرب فذكر أن أحد الناس جاء إلى الشيخ وقال: إنه يقول كذا وكذا قال له: هل قرأت كتابه بخط يده وبلغته ؟ قال: لا ، قال: الكتاب ترجم للغة الانجليزية ثم من اللغة الإنجليزية إلى العربية فنحن لا نضمن التحريف خاصة أن هناك أناس يكرهون هذا الرجل ، ويناصبونه العداء وخاصة اليهود ! فلا تصدق ما قيل فيما ورد في هذا الكتاب إلا بعد أن تطلع على النسخة الأصلية لكتاب هتلر ! هكذا يجب أن يكون الإنسان منصفاً وعادلاً مع من يخالفه ! مشكلتنا أنَّا لا نسمع من بعضنا البعض ، وعندما نتحاور كأننا نتقاتل ليخرج منتصر واحد ! نحمل شعار(ما أريكم إلا ما أرى ) ومن المفترض أن نكون جميعنا نبحث عن الحق ونتبعه مع من يكون ! يقول الله جل في علاه (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وقال (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) وقال جل في علاه عندما بعث موسى وهارون (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) كل ذلك في حق الكافر كيف الحال إذن مع إخواننا ممن يؤمنون بالله وأغلب اختلافاتنا معهم حول مسائل خلافية ! نحن أحق بالحسنى واللين مع ما بيننا وأن نؤيد اخواننا بالحق الذي معهم ونحترم اختلافنا! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:(والله أمرنا ألا نقول إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني فضلاً عن الرافضي قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق) ويحكى أن يونس بن عبد اﻷعلى أحد طلاب اﻹمام الشافعي اختلف مع اﻹمام محمد بن إدريس الشافعي في مسألة خلال إلقائه درسًا في المسجد ! فقام يونس بن عبد اﻷعلى مغاضبًا ، وترك الدرس ،وذهب إلى بيته ! فلما أقبل الليل سمع يونس صوت طرق على باب منزله ! فقال يونس: من بالباب ؟ قال الطارق: محمد بن إدريس! قال يونس: أخذت أتذكر كل من كان اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي! قال: فلما فتحت الباب ، فوجئت به! فقال اﻹمام الشافعي :يا يونس تجمعنا مئات المسائل، وتفرقنا مسألة؟!! وقال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة !

فلنختلف بأخلاق ولتبقى معاني الأخوة سامية ما بيننا !

وكما قال الشافعي رحمه الله :

ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة !

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.