Navigation Menu+

عبابرة (عبء إبرة ! ) الجزء الأول

Posted on سبتمبر 26, 2016 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 2484 مرات

كانت تجلس في المطار ممسكة بكتابها ،غارقة في القراءة تنتظر لحظة الإعلان لصعود الطائرة إذ بالإعلان يرتفع أن الرحلة 4135 المتجهة من جدة إلى الرياض تأجلت ؟! تأففت وقالت في نفسها هكذا الحال دائماً ! لا جديد ! عادت لتكمل قراءتها وهي تقرأ كأن شيئاً استوقفها فقد شرد ذهنها بعيداً هكذا هي دائما عندما تجد خيطاً تمسك به ليدخلها هذا العالم ! تحب أن تسمي هذا العالم “الانفصال اللذيذ” تستلذ به كثيراً لأنه إما أن يطرح عليها تساؤلاً يلهب التفكير في عقلها أو يجيب على تساؤلات استوقفتها ! تضحك كثيراً من تلك اللحظة تقول على جمال تلك اللحظة إلا أنها تسبب لي بالكثير من الإحراجات خاصة عندما تقع عيني على وجوه البشر تربكهم وتربكني ! وليس لوجوههم أي علاقة بتلك اللحظة ! وهي غارقة في تفكيرها أفزعها صوت حقيبة ارتطمت بجوارها مما تسبب بسقوط كتابها من يديها ! مدت يدها لتأخذ كتابها سارعت تلك المرأة التي جلست بجوارها لالتقاط الكتاب وقدمته لها وقالت معتذرة وهي تلتقط أنفاسها متأسفة قمت متأخرة وخشيت أن تفوتني الطائرة وأتيت مسرعة حاملة حقيبتي التي لا أقوى على حملها ! ردت عليها وهي تبتسم لا بأس حصل خير ! بادرتها المرأة بسؤال كم باقي على إقلاع الرحالة ؟ قالت لها تم تأجيل الرحلة ! تأففت تلك المرأة وقالت لا بأس نتأخر ولا أن تفوتنا الرحالة ! رن هاتف المرأة ! وعادت أثير تقرأ في كتابها أخذت تقلب الأوراق لتتذكر أين توقفت قالت في نفسها تلك الذاكرة اللعينة لا تتذكر إلا ما تريده وتنسينا ما نريده ؟! هل فعلاً هي المتحكم فينا أم نحن ندفعها لاقتراف ما تريد ثم نرمي عليها التهم ؟! في غمرة تفكيرها وتساؤلاتها تسمع صوتاً يناديها ؟! التفتت إذ بالمرأة التي تجلس بجوارها تمد لها كوب القهوة وتقول أحب أن أحتسي القهوة مع أحد وأعيش تلك اللحظة ! ولعلك صديقة اللحظة والرحلة !! وأكملت قائلة أؤمن بتلك اللحظات وليس شرطاً أن يكون الشخص بجوارك ويعيشها معك في كثير من الأحيان نجلس لوحدنا في الأماكن العامة نحتسي القهوة نرقب من بعيد من يتشارك معنا ذات اللحظة في شربه للقهوة ! نشعر بالأحاسيس التي يشعر بها وهو يحتسيها ! تلك الأحاسيس تشعرنا بالمشاركة وأنا لسنا وحدنا وإن كنّا نعاني الوحدة ! الحزن ، البكاء ، الفرح و…. ! أووه أعتذر لك فأنا أثرثر كثيراً وأتفلسف !
ابتسمت وقالت يبدو أنك إنسانة لطيفة يا … ؟
عبير .. عبير اسمي عبير
تشرفت بك يا عبير وأشكرك على طيب كرمك واسمي أثير !

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.