لغة العصر المتروكة!
مازلنا نحن نحن عاطفيون تدفعنا العاطفة والعاطفة المؤقتة! عندما يمس أحد الدين، وخاصة مقام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام نهيج ثم ما نلبث أن نخبو وكأن لا شيء حدث! جربتم العاطفة سنوات وسنوات هل غيرت شيء؟!! لا شيء!!! ليست العاطفة دائماً علاج لكل شيء! بل حتى الأدوات التي نستخدمها لتعبير عن شيء في دواخلنا يجب أن تتنوع وتناسب الحالة التي نعبر عنها! لعل وعسى أن تجيب نتيجة! منذ سنوات وأنا أتحدث أن علينا أن نفهم لغة هذا العصر ونستخدمها، ونستمد هذا الفهم من كتاب ربنا فعندما أرسل رسله تنوعت بما حوى كل عصر! أن تفهم أن لغة هذا العصر هو الإعلام وتجنده بكل وسائله ليخدمك، ويخدم دينك وبلدك! العجيب أنك ترى أنهم استغلوا هذا الإعلام بكل وسائله لتشويهك وتشويه دينك، وأنت ترى مدى الأثر الفعال، ومازلت واقف في مكانك! كل ما تفعله هو” أشجب وأستنكر”! أعطيك مثالاً لشيء ملحوظ هذه الأيام، والأمثلة كثيرة، المثلية التي تراها اكتسحت كل شيء، هم يدركون أن الناس عندما تناقشهم بالمثلية لن تتقبل وترفض، لكن حين يطعمون المسلسلات والأفلام، والبرامج بالمثلية، ويجعلونك ترى أنهم بشر عاديون، مثلهم مثلك، لهم أحاسيس وعاطفة، ومعاناة الرفض، وعدم التقبل من المجتمع، ولماذا وكيف، مع السنوات ستدافع عنها وتتقبلهم بكل رحابة صدر! مثال أخر بسيط لن تنكره! عندما غزت المسلسلات التركية عالمنا وبينت معيشتهم وطبيعة بلدهم أما دعاك لتسافر لتركيا؟! أما حسنت هذه المسلسلات صورة الأتراك وأظهرت جمال بلدهم! أما جذبت هذه المسلسلات السياح لهم وارتفع دخل بلدهم! تركيا على الخارطة منذ سنوات!! لكن خلال خمسة عشر سنة الماضية تغيرت صورة تركيا وجذبت السياح بسبب مسلسلات!! لماذا تغضب أنت منذ سنوات وأنت تحتل الإعلام وصورتك الوحيدة في مخيلة العالم الغربي تحمل سيف ولحيتك تقطر دماً! وبلدك منبع الإرهاب! حتى مسلسلاتك التي نقول إنك تجتهد لإنتاجها تدور حول أمرين “دراما حزينة! أما شبعت حزناً! أو أن الصحوة عطلت نجاحك ولم تعطيك فرصة أن تري العالم إبداعك المذهل في انتاجك! وعندما أعطيت في السنوات الأخيرة فرصة أن تري الناس إبداعك لم يكن عندك سوى اسطوانتك المشروخة” الصحوة” وهذا لم يبين سوى ضعفك! لو استغل المسلمون منذ سنوات الإعلام واتحدوا لتمكنوا من إيضاح صورتهم الحقيقية، أنا لن أقول تجميل صورتهم لأنهم فعلاً صورتهم الحقيقة جميلة بدينهم العظيم، لا جل ذلك لا تستغرب ردت الأفعال تجاه المسلمين ودينهم، ونبيهم أنت تحادث أناس لا يعرفوا عنك شيء! وعن دينك! وعن نبيك! وكل ما يعرفونه ما شاهدوه في الإعلام عنك! حتى بلدنا بلاد الحرمين والتي هي قلب المسلمين، اقرأ عن وشاهد ما كتبه السياح في أول زيارة لهم حول السعودية، وكيف كانوا يعيشون في داخلهم الخوف أمام خوض تجربة رؤية السعودية التي يسكنها المسلمون الإرهابيون كما صور لهم الإعلام! وكيف تغيرت النظرة تماماً بل صدموا أمام هذا الشعب الطيب المضياف الخلوق والذي في بلدهم الأمان بعد الله 200%100 سنوات وصورتك مشوهة ولم تكن لديك دافعية أن تحسن هذه الصورة، وتستغل الإعلام وتبث للعالم جمال دينك، وجمال نبيك، وجمال المسلم الحقيقي الذي لا يعرفه الغرب! وجمال بلد الحرمين والذي هو مهبط الإسلام!
لن يتغير شيء في السنة القادمة إن بقيت على نفس العاطفة حين يتهم دينك!، ويتهم نبيك وتتهم أنت!، نحتاج أن تشغل عقلك وتفهم فقط لغة العصر وتجند لها كل قوتك وصدقني هم من سيدافعون عنك لا أنت!
مقال كتبته قبل سنوات اسمه من أطفأ مدينة النور ؟! يتحدث حول الإعلام