لمشاعرك حق الفهم؟!
كتبت قبل فترة في تويتر عن قراءة مشاهد الحياة ومحاولة فهمها ،واليوم أريد أن أتحدث عن جزئية وجدت الكثير متألم منها ويختلط عليه الأمر ( العيش مع أشخاص لا تفهم مشاعرهم ) ( الأشخاص الذين تركوك هكذا دون أسباب، دون احترام لمشاعرك ولا حتى تقدير للعشرة ) قد تعيش مع أشخاص يصعب عليك فهم مشاعرهم هل هم يحبونك ؟ هل هم يحبونك الحب الصافي؟! (هنالك حب غير صاف ، صاحبه لا يكرهك لا يتمنى لك الضرر ، لكن ربما يحسدك ، ربما يغير منك ، ربما يسيء الظن بك ، كلامك يفهمه بعكس ما تريد! ..الخ) لذلك تشعر بالحيرة معهم ومع مشاعرهم ! هنالك أيضاً أشخاص يحلفون لك بالمحبة والمكانة العالية لكن عندما ترى أفعالهم ترى عكس ذلك تماماً! أقوالهم أقوال حب أفعالهم أفعال كراهية!! حتى لو وصل الأمر لأذية مشاعرك!، بل بعضهم يستمتع برؤيتك تتعذب وتتألم (يشبعهم داخلياً هذا الشعور!) هؤلاء لديهم مفاهيم مغلوطة تجاه الحب، أو يعانون من مرض!، إيماني العميق تجاه الحب أن مشاعره واضحة صريحة يجتهد كل طرف ليبين مكانة الآخر ويرعاها ويحافظ عليها، ولا يسبب ما يؤلم للآخر، شخصياً لن أرضى بهذه المشاعر العبثية (من أقوالهم حب وأفعالهم كراهية) أي فعل وصلني وشعرت معه بالكراهية لا الحب، وشعرت معه بالحيرة سأجتهد شخصياً للبعد عنهم! لإيماني أنني أستحق وضوح المشاعر! وأنا لا يهمني من يحب أكثر، ويعطي أكثر، مشاعر التفاوض هذه لا تعجبني! من جاءني قطرة سأتيه بحراً، لكن داخلياً أثق كل الثقة بمكانتي، هنالك أيضاً من هم يحبونك لا لشخصك بل لشيء تملكه، أو لرغبات داخلية متعلقة بهم، قد تكون شخصاً مثلاً ونيساً وتملك الطرفة وتبث السعادة يتمسك بك الأشخاص لأجل سعادتهم فقط ولا يهمهم ذاتك!مثال لرغبات ربما أشخاص حياتهم روتينية ومملة، لكن يدخلونك لحياتهم ويتمسكون بك ليس لأجل شخصك بل لأجل أن تضفي شيئاً على حياتهم ! … الخ الأمثلة هؤلاء أنت في حياتهم محطة عبور عندما يوجد غيرك سيتركونك بكل دم بارد وكأنك لم تكن ! لذلك عليك أن تكون صادقاً مع نفسك تجاه من يحيطون بحياتك إذا كنت تشعر بعدم فهم لمشاعرهم ولا تثق بها ولا بأحاسيسهم ، فأقول لك أنت تظلم نفسك بهؤلاء ، لا تقبل في حياتك إلا بالوضوح حتى لا تؤلم قلبك !
من تركوك وغادروا
الذين ذهبوا وكانت الظروف أقوى منهم، وأنت تعلمها ومدركها فلهم العذر وحق الوفاء!، ومن تركك وهو يملك كل مقومات التمسك بك، وتركك هكذا دون وداع ، دون مصارحة ، دون اعتذار، والله رغم الألم الذي سيحدث من هذا البعد، إلا أن الشخص الذي يجلس معك على طاولة المصارحة ويقول لك بصريح العبارة أعذرني سأتركك، واضعاً أسباباً واهية، أرحم بكثير ممن يتركك هكذا كأنك لم تكن وهان عليه كل شيء!، وكان لديه المقدرة أن ينام على وسادته بهدوء! وهو يعلم ماذا ترك خلفه وما سبب لقلبك من ألم ! هل لهذا حق بأن تحافظ على مشاعره وتوفي له ؟! يا لك من غبي! وتحمل مثاليات الوفاء الزائفة وتقنع نفسك بها ! يجب أن تفرق، مشاعرك تجاهه لا تستطيع أن تملكها وهذا أمر طبيعي حتى لو بقيت فترة تشعر بالحب وتبكي من مرارته، وحتى لو أفصحت عن هذه المشاعر لصاحبها أو للمحيطين بك ، بل أنا مع التحدث وعدم كبتها حتى تنصرف مع الوقت وتنتهي، وحتماً ستنتهي إن لم يكن صاحبها أو صاحبتها موجودة لتنميها! ستنطفئ تلك المشاعر لا محالة ! لكن العقل يخبرك أن هذا الشخص تركك في العراء ، دون احترام، دون مراعاة ، دون تقدير لمشاعرك! ، لو كنت على أرض الواقع وطردك شخص من منزله هل ستعود له وتدخل منزله مرة أخرى ؟! متأكدة أنك لن تعود وتدخل منزله هكذا هو الحال لا يختلف الأمر لذلك لا تعد أبداً، ربما يكون في بداية الأمر هنالك سوء فهم ويغضب كل منكما ، في نظري أن الدين عندما حدد ثلاثة أيام ومن بعدها لا يجوز هجر المسلم أخاه لأنه النفس تهدأ بعد هذه الثلاثة أيام، أنا أقول لك تنازل وتقدم بكل شموخ ولا تلتف للكرامة وحاول أن تصلح ما فسد بينكما لعله أن يصلح وتعود المياه لمجاريها ، وإن لم تصلح في المحاولة الأولى أنا أقول لك لابأس بالمحاولة الثانية وإن كنت نادراً جداً ما أقدم عليها ، دائماً لدي شرف المحاولة الأولى، وكم كان الحق معي، وتنازلت لأجل المكانة والعشرة، ثم بعدها إذا كابر الشخص وتعند، أتركه مدة بسيطة إذا لم يعد فأختم على هذه العلاقة بختم الموت فلا عودة لو تقطع قلبي قطعاً أمامي! لإيماني الكبير من استطاع أن يبقى بعيداً عنك وعاش أيامه خالية منك يستطيع العيش ! من يحبك وحتى وإن كابر لابد وأن يرضخ لمشاعره بعد فترة ويعود لك !، لكن من استمر بعيداً عنك حقق له مراده وجعله بعيداً كما أحب! لكن فارق بخلق عظيم ولا تملأ قلبك بالكراهية ، من دخل روحك عامله بعز، وفارقه بعز، لا تذله، ولا تؤلمه، ولا تجرحه، ومشاعرك تجاهه ستكون طبيعية إلى حد معين وبعدها يجب عليك مراجعتها لأن تمسكك بها ربما يدخل تحت حالة شعورية ونفسية ربما تفهمها وربما تعجز عن فهمها! مثل قد تمر بأيام مؤلمة وحزينة وتتمسك بهذه المشاعر لأنها تسعدك وتضفي على حياتك شيئاً يبهجك ويشغلك ، مثل ربما تعاني من الفراغ وهذه المشاعر تملأ وقتك وحياتك … الخ يجب أن تكون صادقاً مع نفسك وترتب ما بداخلك حول علاقتك بالناس وأنت تعيش في أوساطهم ، وترتب ما بداخلك مما خلفه المغادرون ، وتذكر أن حكمة الله اقتضت كل ذلك ، الناس مرحلة وعندما يبعدهم الله فقد انتهت مرحلتهم معك ، ربما ينقلك الله لمرحلة أخرى تتطلب أشخاصاً آخرين ، وربما يريد الله أن تكمل مسيرتك لوحدك! ، ولا تنس أن الناس دروس ولن تنضج حتى تمر على كثير من الناس، وكثير من المواقف التي تصنعك داخلياً وتعلمك!
عود نفسك واستحضر دائماً فكرة العيش وحيداً، حتى تخفف من الصدمات في داخلك تجاه ما يفعله الناس بك!
ولأجل الفراق الأعظم موت أحبابك وهو الذي سيهشم ما بداخلك تهشيماً!
وسيغير نظرتك تجاه الناس والحياة!