Navigation Menu+

سيشنقونك !

Posted on أغسطس 6, 2022 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 597 مرات

 

 

 

 

 

عندما رحل أبي وأمي رحمها الله كان هنالك الكثير من الحزن ، وكل الأبواب ستفتح لك على مصراعيها ، وستشعر بكل مالا يشعر به! ومنها مراجعة نفسك فيما قدمت لهما وفيما قصرت معهما، أقسى ما أوجعني أنهما ذهبا بكثير من الأفكار والآراء عني! كانت ظروف الحياة تحتمها ولأجل مصلحتهما !، وكثير من الأشياء كانت بسببي، بين شخصيتي وبين ما أخفيه عنهما ، وبين ما يجهلانه، وبين ما يحبه والدي ووالدتي في شخصيتي  كانا يحبان قوة شخصيتي و يستندان عليها، ويستمدان الأمان منها! كان تبيان تعبي أو دمعي أو حزني  انكساراً  لهمها، لذلك كنت أكافح أن لا يرى شيئاً من ذلك، وتنبهت أن ذلك أدخلني مع أبي وأمي رحمهما الله وكثير من الناس بأحكام غير دقيقة تجاهي ! أنا من الأشخاص الذين يعيشون آلامهم وأحزنهم  وصراعاتهم لوحدهم،  مهما كانت في حياتي من مصائب وأحزان وألآم، عندما التقي الناس سيجدون شخصاً مبتسماً ضاحكاً يتحدث بإيجابية وهذا الشيء ليس مفتعلاً،  بل جزء من شخصيتي لدي إيجابية عالية مليئة بالأمل ، وأكرهه التشكي والسوداوية، لكني أعيش حزني وألمي وتعبي لوحدي ، كان أشقائي وشقيقاتي يفصحون لوالدي عن تعبهم عن كل شيء ، لذلك كان هنالك جانب رحمة وتخفيف ، بعكسي أنا كان الأمر مختلفاً معي لأن شخصيتي وكبريائي لا يسمحان أن  أقول إنني متعبة أو حزينة أو أي شيء ، أيضاً لأن والداي كانا ينظران لي بشكل مختلف،  كنت لا أبين شيئاً لذلك كانت الطلبات تزيد علي لدرجة أنها تعدت الشيء المعقول، ومن كل قلبي كنت أتمنى أن أكون شخصاً خارقاً لأجل والدي لكن ليس في يدي حيلة! لذلك كانت لغة العتاب علي أكثر! عندما رحلت أمي رحمها الله، حدث سوء فهم بيني وبين قريبة لي ، ووالدتي لم تكمل خمسة عشر يوماً من وفاتها كان شيئاً صادماً لي!، لا يوجد في هذا الكون أقسى من وفاة الأم، على الصعيد الشخصي مررت بظروف مؤلمة وقاسية تجاوزتها بكل ما فيها وإن كان تطل علينا بعض الأحزان ! لكن لا يوجد حزن يضاهي وفاة الأب والأم خاصة الأم! سيبقى ألم وحزن تسر جنازته معك طوال حياتك! كنت أتساءل بعمق وقد أدخلتني قريبتي هذه في صراعات نفسية شديدة بين محبتها لي وصدق أحاسيسها وشعورها تجاهي! من يحبك يشعر بألمك وسيقف معك، وسيخجل من أن يحدثك في شيء ربما يضايقك، ما بالك بشخص يجادلك على شيء تافه ويثير المشاكل ! حاولت أجد كل الأعذار ! ونسبت جزءاً من هذا الفعل لنفسي وشخصيتي ! شخص يكتم كل أحزانه وآلامه وكل ما يتعبه ويخرج بشخصية ضاحكة،  وشاهدوه  في أعظم المصائب صامداً مبتسماً ! وهيئته ونبرة صوته توحي أنه بخير ، وشخصيته الإيجابية في حديثها أيضاً كل ذلك يعطي حكماً، ويجعل الآخرين يتصرفون معه وفق ما يشاهدون لا ما يخفي! ربما هكذا فكرت ! عدت أتأمل شخصيتي وتصرفاتي ووجدت أنها ربما تعطي أحكاماً عكسية ! في شخصيتي الكثير من الجدية لذلك أفكر كل يوم بما فعلته في حق الله، وفي حق نفسي، وفي حق طموحاتي ، وفي حق الحياة،   لذلك لدي هذا العالم المشغول الذي أجتهد فيه وأحاسب نفسي كل يوم فيه! وحقيقية لا أستطيع أن أعيش هذه الحياة التي لا شيء فيها ، وأعطيها خياراً فلتمضي كيف ما تمضي! لدي أيضاً الجانب البسيط والعفوي القائم على السعادة والضحك وصناعة اللحظة الجميلة، لذلك عندما ألتقي بالناس لا أحد يعلم عن جانبي الجدي ولا أتحدث عن شيء فيه أبداً، هدفي هي اللحظة التي نجتمع فيها هي الضحك  والوناسة ، لذلك من طبع الناس أن ذلك الذي يصنع لهم الضحك والوناسة يريدونه في مجالسهم دائماً، ويكون هنالك لغة عتاب على غيابه وتقصيره معهم ظناً منهم أنه متفرغ وليس هنالك ما يمنعه ؟! وهذا الشخص لديه الكثير الذي يشغله لكن لم يطلع أحداً على ما يشغله ولا عالمه بل ربما عالمه مزدحم بالكثير الكثير ربما من الألم والصراعات التي يجاهد نفسه أن يثبت فيها ويصمد !  أذكر عندما كنت في الثانوية وأيضاً في الجامعة وأي مكان أذهب له( تعليمي ، دورات)  لدي هذه الشخصية الجدية والانضباطية في تلقي العلم والتي ربما ينبهر منها الشخص ويعجب ، عندما كنت في الثانوية كن أستاذاتي يقلن لي لديك عقلية أكبر من سنك في الجامعة أستاذتي رشحتني للوظيفة في مركز بحثي وأنا لم أنهي دراستي الجامعية، البعض من هؤلاء عندما اطلع على عوالمي الأخرى لم يعجبه الأمر وكأن صورة اهتزت لديه لا يريد اهتزازها! وأنا أتعامل بفكرة لكل مقام مقال ولكل شيء طبيعته التي تناسبه ! وليس بالضرورة أن أطلع الآخرين على عوالمي الأخرى، لكني اكتشفت متأخراً أن ذلك لا يساعد في فهم شخصيتك للآخرين، وربما كان هنالك أحكاماً ظالمة تجاهك! لدي شخصية انعزالية بنسبة 80% تقريباً  نسبة 20% أضيفت لـ80% بسبب العوامل المحيطة بي!  ومنها مشكلتي مع عالم النساء الذي قائم على الحش والغيبة والنميمة وفستان فلانة أحسن من فلانة ، ولغة التشكي الغثيثة التي تتقنها النساء!! ….إلخ  نقول الأكثرية وليس الكل ، لذلك لا أجد روحي في هذا العالم  ولا أختلط بكثرة فيه ، وأفضل مجالس الرجال مع إخواني وأعمامي وخوالي وأبناء إخواني وأخواتي ..إلخ لا أقول أن مجالس الرجال ليس فيها تفاهة بلا شك فيها لكنها أقل من عالم النساء والذي لا يعجبني! وهذا الأمر أدخلني في إشكاليات وعتب كثير! البعض ربما عندما يرى شخصيتك القوية يعتقد أنك بلا قلب بل ربما تتجرأ وتظلم ..الخ والحقيقة أن هذا الحكم مؤلم وظالم! صحيح أنني شخصية قوية لكن في الحق وفيما أظنه صواباً، وسأجتهد بكل ما أوتيت من قوة أن لا أظلم  كائناً من كان ! وربما أقسى ما يحمله الإنسان قلباً مرهفاً يعذب صاحبه ويعيشه صرعات شديدة بين قلبه وعقله، بل إذا كنت ممن يرى التفاصيل، بل ترى ما لا يرى ستكون مأساتك في الحياة شديدة! وربما تمضي بك الليالي تمسح دمعك من على خدك بسبب مأساة شعورك!

البعض ربما يصدر عليك أحكاماً دينية ربما! بناء على ما سمعه منك أو ما شاهده والبعض يجهل الكثير عن شخصيتك بل عالمك !مثال: ربما تضع أغنية من خلال هذا الشيء بنا أشياء كثيرة  وحكم عليك ظلماً.. إلخ    لن أسمح لنفسي يوماً وسأجاهد  في هذه الحياة بكل ما أوتيت من قوة ألا أصل للحرام الذي فيه أدلة صريحة ، أما ما كان مسألة خلافية فالأمر فيه واسع كل يأخذ ما يناسبه، وأنا بشر مثل كل هؤلاء البشر،  من الاغترار أن نظن أننا ملائكة أو كاملين جميعنا نضعف ونخطأ لكن دائماً أقول لدى الكثير نوايا نبيلة واجتهادات صادقة للمضي والسير نحو طريق  الله  ورضاه وجميعنا يسقط ويقوم  والجميع يجاهد ونسأل الله الإعانة والثبات.

الذي أو أن أقوله من خلال هذه الثرثرة ربما حكم الناس عليك مبنياً على ما تخفيه ولا يملكون رؤية كاملة  عنه ، لذلك آراءهم وأفعالهم مبنية على ما يرونه فقط والذي يجعلهم يحكمون ظلماً عليك ، أنا لا أبرر للناس فالواجب أن يضع الإنسان في داخله كل معاني التفاهم لواقع الناس وحياتهم وشخصياتهم ، لكني أصف المشاهد ولماذا كان هنالك أحكام خاطئة عنك !

وهنالك أمر مهم هنالك من الناس من كان ينقصه معلومة عنك لأنه يريد أن يفهمك وسيجتهد لفهمك وسيعذرك في الغالب لو لم يفهمك ! لكن هنالك أناس سواء ملكوا المعلومة أو لم يملكوها ستبقى سيئاً في نظرهم وسيجتهدون لتعزيز ذلك في نفوسهم ربما لأجل خفاياهم السيئة تجاهك (غيرة ، حسد . .إلخ )

أو لأنك لم ترضخ لرغباتهم !

 بل من العجيب من أحبك يوماً لأجل سبب، سيجاهد داخلياً لكراهيتك  لنفس السبب!

مثال : من أحبك لأنك صادق  سيجتهد لكراهيتك لأنك كاذب!

من أحبك لأنك كريم  سيجتهد لكراهيتك  لأنك بخيل!

طبعاً هؤلاء الذين أحبوك لأجل أنفسهم فقط ولم يحبوك لأجل نفسك !

الذين لم تنصاع لرغباتهم فحق عليك أن يشنقوك على مذبح ظنونهم السيئة !

 

 

 

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.