شارد في الليل!
شارد في الليل يختلس الخطى
نحو أفق ليس يدركه مدى
إنه قلبي أطاح به الهوى
فمضى يحدو على غير هدى
ذكرى الأحباب تعاوده
و لهيب الشوق يطارده
الفجر تمهل موعده
يا ليل الصب متى غده ؟
…
منذ عام كان موعدنا غداً
كم غد ولّى و ما حان لقاء
و انقضى صيف و صيف
و أنا صيف أحلامي خريف و شتاء
يا حبيباً خان ودّي قل أحقاً
خنت عهدي أم هي الدنيا ؟
فعهدي بك أن توفي بعهدي
ليّ أمل فيك أراوده
عن شغف بتّ أكابده
ليل الحرمان أجدده
يا ليل الصب متى غده ؟
…
يا حبيبي طال ليلي
فاذكر الأمس القريب
و بحق الأمس قل ليّ
و اكشف السر الرهيب
هل نسيت من كان يعشق
في كفيك خطوط العطف و الرحمة ؟
ألست أنا ؟
من كان يعشق في عينيك
شروق الفجر في بسمة ؟
ألست أنا ؟
من كان ينهل من شفتيك
رحيق العمر في كلمة ؟
ألست أنا ؟
فأين أنا ؟
…
حبيبي لا تستبد بأمري
حبيبي لا تستهين بصبري
إنْ لم تعد يا قدري
و أنت مثواك صدري
فلا سوف أنسى
حتى أغيّر قدري
…
و أعود لقلبي فأجده
همسات منك تهدهده
و يطول الليل فأسجده
يا ليل الصب متى غده ؟
حسين السيد