Navigation Menu+

حيونة الجنس

Posted on أغسطس 10, 2024 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 40 مرات

 

 

في بعض الأحيان يصادف أن تقرأ في كتب أو تشاهد أشياء تشترك في موضوع واحد تقريباً ! هذا ما حدث لي هذا الأسبوع!  بعد  شهر كامل من الانتظار وصلتني من عمان رواية “خليل النعيمي قصاص الأثر” ، هذه الرواية التي استدليت عليها من كتاب “حفرة الأعمى لخليل صويلح” ، وأعجبتني فكرة أن يسير الإنسان في الصحراء متأملاً ، لذلك طلبتها ! قصاص الأثر تحكي عن رجل يحب زوجته التي تعامله بجفاء ! حتى وصل حده يوماً عندما قالت له كلمة ابعد ! هذه الكلمة التي دفعته بكل ما فيه أن يبعد ليترك لها المكان ويذهب يجوب الصحراء ! ستفتنك جمالية السرد واللغة وهو يعاتب تلك الحبيبة ويبث أفكاره !، وستحمل غضباً تجاه تلك الإنسانة التي لا تقدر هذا الحب ! لكن بعدها ستغير رأيك ! عندما قرأت ووصلت لجزئيات قلت في نفسي هذا الإنسان ليس غاضباً على حب هو غاضب على جسد لا يسلم له ومتأذ من فقدانه! وهذه من وهميات الحب وتلبساته! وهذا ما قاله الكاتب بعد ذلك ، هل أنا غاضب لأنها تمنعني جسدها ! مع الوقت ستكتشف لماذا هي لم تعد تسلمه جسدها! لأن بطل القصة من النوعية التي إن سار في الطريق ورفعت له امرأة ملابسها ليرى مؤخرتها اندفع لها دون موانع وحواجز كأنه حيوان هائج ! آذت روحي تلك الرواية رغم جمالية السرد! لا أعلم هل أنا بريئة بشكل مضحك!  إيماني العميق أن الجنس فعل راقٍ ، لا يقدم بهذه الطريقة الحيوانية ! أريت كيف الأكل ضرورة وعليها يتشكل بقاء الإنسان ! لكن عندما ترى  إنساناً شرهاً يرم كل ما هو أمامه تشعر بشعور القرف ! هذا ما يمثله هؤلاء! إيماني العميق أن أولئك الذين لديهم هوس الجنس هم أناس يعانون داخلياً! بل ربما هم مرضى نفسيون حتى وإن لم يزوروا طبيباً! الجنس بنسبة لهم تفريغ معاناة ! وكثيراً ما يكون إثبات ما هو مفقود أولها الثقة بالنفس! الهدر العاطفي ، والهدر الجنسي هي متلازمة غالباً لمن يعاني نفسياً !! هذه حقيقة تأملتها! خليل النعيمي أثبت لي أن لديه خيالات منحرفة ! مثلما أثبت لي “جو كوينن”  صاحب كتاب “هوس القراءة” أنه شخص مغتر بنفسه وتلمس نفسه المغرورة من خلال أحرفه ! وحقيقة كم أكرهه هؤلاء المثقفين المغترين ! وقع اختياري بعد انتهائي من رواية قصاص الأثر على رواية ” ذاكرة الرحيل عبدالرزاق قرنح ” التي فازت بجائزة نوبل لعام 2021 وهي تتحدث عن معاناة أسرة من تنزانيا،  تلك الأسرة الفقيرة التي تكافح العيش رغم قسوة الحياة! صدمت من الصفحات الأولى من الكتاب وهي تتحدث عن أخ بطل القصة، والذي كان يضاجع الأطفال من عمر الست سنوات!! هذه الجزئية آذت روحي وأصابتني بالرعب كيف لطفل بعمر الست سنوات أن يمارس الجنس! الأطفال ربما يشعرون بمشاعر الحب طبعاً دون فهم منهم ، ربما يبحثون عن الاكتشاف في أجسادهم لكن أن يمارس الطفل بعمر الست سنوات ممارسة كاملة مستمتعاً بذلك! وحاثاً أخيه للفعل ذلك!! طبعاً يغلب على الكثير من الرجال لو حدثته عن هذه الجزئية لقال لك أنني فحل الفحول منذ أن كنت رضيعاً!! طبيعة الرجال المبالغة بذلك! لكن الحقائق العلمية استحالة الأمر وندرة حدوثه!! لذلك أتعجب كيف كتب الراوي ذلك! ستتحدث الرواية في جزئياتها الأولى بإسهاب عن هذا الأخ، وعن الأب الذي سجن لأنه اغتصب طفلاً وعن ملاحقة الصبية وبعض الجيران لبطل القصة لأجل ذلك الأمر ..إلخ حقيقية أمر مؤذٍ لروح ومقرف ! رغم وجود الأمر لكن جعل الأمر بهذه الصورة التي تشعر أن العالم لاهم له سوى الجنس والركض خلفه حتى الأطفال لا يعيشون طفولتهم ! ربما الذي لفتني كثيراً في هذه الرواية فكرة تستحل عقلي منذ فترة وحتى هذه اللحظة، هي فكرة حضور الإدراك وغيابه في أمور مشابهه لما أدرك عنها! ستجد في الرواية الأب يضرب أبناءه لأجل صلاتهم لكنه يمارس شرب الخمر ومعاشرة النساء والأذية لأبنائه ..إلخ، مؤمنة جداً أن يتمسك الإنسان بعقيدته وصلاته وإن فعل تلك الأفاعيل، لكن ذلك العقل الذي قاده لصلاة وأدرك قيمتها وأهميتها، ألا يستطيع أدراك الأمور الأخرى!! هذا الأمر أفكر فيه بعمق بشكل واسع ، تجد شخصاً مهملاً لصلاته لكن يجادل لأجل شيء مختلف فيه! تخيل شخص لا يصلي أبداً في رمضان يصوم بلا صلاة ! ربما يقابل شخص وجده يفطر تجده يقيم الدنيا ولا يقعدها! هو أدرك قيمة الصيام ومنعه الخوف من الله أن يفطر! لكن لماذا عقله لا يقوده إلى التمسك بالصلاة ! الأمر ليس متعلق بالأمور الدينية بل في كل شيء! كان أخي دائماً يحذرني من العود والبخور والعطورات التي أستخدمها بكثرة، ويقول لي سبب موتك سيكون من كثرة وضع للعود والبخور والعطورات ! كنت أضحك في سري من أخي  حتى يوماً صدمته بردي قلت له إن كنت سأموت من تلك الأشياء فأنت ستقتلك الشيشة !! أخي يوسوس من موتي بسبب تلك الأشياء التي أنثرها في الجو لكن غائب عن عقله أنه هو يدخل ما يضره لجسده!! لذلك أحاول فهم حضور الإدراك في أشياء وغيابه في أشياء رغم أن العقل يملك كل الأدوات التي يستطيع بها كشف الأمر والتنبه له !

عندما انتهيت من مشاهدة مسلسل The Last of us والذي مأخوذ من لعبة تحمل نفس الاسم وهي أجمل الألعاب التي لعبتها في البلاستيشن ، وجدت أمامي ذلك المسلسل، الذي قررت مشاهدته دون البحث عنه، وعن التقييم وحمسني له النبذة المكتوبة عنه، أنه مبني على قصة حقيقة ، أميل جداً لروايات والمسلسلات المبنية على قصص حقيقية ، كان ذلك المسلسل هو Love & Death الذي يتحدث عن امرأة تعيش في بلدة صغيرة، جميع أهل البلدة متمسكين بدينهم يزورون الكنيسة بشكل دائم ، تلك المرأة كانت تجد أن جارهم تنبعث منه رائحة الجنس !! وحقيقة لأول مرة أسمع أن للجنس رائحة ! لكن الذي أعرفه أن النفس تتوهم خاصة إذا كانت تعاني فتحسن رسم خيوطها تجاه من تظن أنه سيزيح عنها تعبها وعناءها ! العجيب أن الرجل كان يأخذ دور الأبله! والمرأة هي من تضع شباكها وتخطط!! اتفقوا أن لقاءتهم هي لأجل الجنس فقط! ولا يوجد مشاعر في ذلك وعندما يشعرون أن المشاعر ستظهر سيقطعون الأمر! هذه العلاقة كانت نهايتها مأساوية ! الذي أعجبني في هذا المسلسل هو الوضوح في تلك العلاقة! لا يوجد طرف يخدع الأخر ويستغله ! لكن يبقى التعامل مع الجنس بشكل حيواني مؤذي لروح ! وخاصة إذا كانت فيه أنانية النفس البشرية ! وهذا ما اتضح في نهاية المسلسل! 

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.