العمر يبكي خلف باب موصدٍ وأنا ألملم أدمعَ الأوقاتِ وكأنما حسَر الزمان صفاءَهُ عني.. ومدَّ أصابعَ المأساة كم كنتُ أسترضي تباريحَ النوى وأمدُّ فوق دموعها بسماتي!! خلَّتْ شواطئَها النوارسُ.. وارتمتْ في حضن مغربها شموسُ لِداتي يا دفتر الأيام… ما ترك الأسى إلا السهاد… بأعين السنوات قَلَّبْتُ أوراق الغياب.. فأشرقت بين السطور… مواجعُ الكلمات لم يبق إلا.. أن أدير صحائفاً للحزن يكتبها...
في مقلتيَّ يصيحُ اليأس أرقبه وفي الجفون يموت الدمع مبتسما لم أرفع الراية البيضاء بعدُ ولن أسلم الأمر للأحزان منهزما إني وإن جارت الدنيا وفارقني جل الصحاب فلست اليوم منتقما للقلب عاطفة والعقل يمنعها وبينهن يعيشُ المرء منقسما فالقلب يأمره والعقل يزجره والجسم مل صراعاً طال واحتدما مذبذبٌ عشت لا صدراً ألوذ به يضلل اليأس عني يرفع الهِمما لكنه...
من القصائد الجميلة لشاعر محمد عبدالباري شَيءٌ يُطلُّ الآنَ مِنْ هذي الذُّرى أَحتاجُ دَمعَ الأنبِياءِ لِكَيْ أَرَى النصُّ للعرَّافِ والتّأويلُ لِيْ تَشَاكَسَانِ هُنَاكَ قَالَ ، وفَسّرَا مَا قُلْتُ للنجمِ المُعلّقِ دُلّنِيْ مَا نمتُ كي أصطادَ رُؤيا في الكَرَى شَجَرٌ من الحدسِ القَدِيْمِ هَزَزتُهُ حَتّى قَبضتُ المَاءَ حينَ تبخّرَا لا سِرّ .. فانُوسُ النُبوة قالَ لِيْ ماذا سيجري...