مرت سنة على وفاة والدتي رحمها الله بسبب كورونا، ومازلت أعيش صدمة رحيلها وأحاول أن أتصبر، وأشغل نفسي هنا وهناك، وإن كانت تمر بي أيام ضعف يبرك بي الحزن قاع الأرض كثيراً ما أفكر في فكرة حساب تويتر، يجتمع فيه كل من فقد عزيزاً بسبب كورونا تكون تصبيراً، وتوثيقاً لهذه المرحلة بقصصهم وكل ما كان فيها، أشعر أن هذه المرحلة المهمة لم توثق وتجمع...
شاهدت اليوم تغريدة لعبد المحسن المطيري @Abudul_m كان تحوي صور أطفال يجلسون في حوض سيارة الوانيت، هذه الصور فتحت ثقباً لذاكرة، ومشهد أول مرة ركبت فيها حوض الوانيت كانت في مزرعة شقراء في حرب الكويت! ونحن هاربون من صواريخ صدم التي كان يوجهها للرياض! ما زلت أذكر ذلك المشهد وأنا مستلقية ألعب وأمي رحمها الله تقف فوق رأسي لتنظر للشباك لترى...
عندما توفيت أمي رحمها وبعد خمسة عشر يوم وردني اتصال من قريبة تريد أن تأتي لتقوم بواجب العزاء!! اعتذرت لها بأدب وأننا في الوقت الحالي نحتاج أن نجلس مع أنفسنا فترة لنتصالح مع حزننا، أغلقت الهاتف وبعدها وردني اتصال من والدتها تجادلني في عدم استقبالي لابنتها! تألمت جداً جداً، كم هو مؤلم أن يجادلك شخص بأمور تافهة لا تستحق، وأنت مصابك عظيم...
مرت علي أيام كنت أمسك فيها عقلي وقلبي ألا يفلتا مني! ولو مرضت أو انهرت في تلك الفترات لعذرني من يحيط بي! كان شيئاً طبيعياً لظروف وآلام حقيقة يعيشها الإنسان هو وأفراد عائلته! وأنا اليوم أجلس هاهنا ليس في قلبي حزن على ما مررت به! فقد رضيت بما كُتب، وتصالحت مع الكثير منها، وتعلمت من الكثير، وفهمت الكثير الذي لم أكن وقتها...
لا أعلم الذي سأكتبه يندرج تحت الخيال أم له مسمى أخر؟! ، لكني سأطرحه هنا ومن لديه علم ومعرفة يرد علي لأنني ما زلت أبحث وأسأل هنا وهناك! عندما أغمض عيني لنوم أو عند الاسترخاء، تكون هنالك صور ومشاهد جاهزة، لم أقم أنا باستدعائها أو تخيلها أو حتى التفكير فيها! ، بل مبنية من تلقاء عقلي لها، وكأن عقلي يعمل هذه المشاهد...
تحدث شوقي العنيزي وهو يعمل في دار مسكيلياني عن الترجمة بكلام جميل شرح واقع الترجمة قال الترجمة كاليدين الأولى تتعلق بالأصل وفيها أكثر من إصبع إصبع المعجم، إصبع المنظومة الثقافية، إصبع المنظومة الرمزية واليد الثانية تتعلق بالنص أو بالتربة التي سيهاجر إليها ذلك النص، هي تلك اليد التي ستزرع في تلك التربة هنالك مترجمون يدهم الأولى قوية جداً مثل رفعت عطفتة يبدع بالإسبانية بشكل...
ومعرض كتاب الرياض ينطلق اليوم، ورغم قرب موقعهم الجديد من منزلنا بخطوتين، إلا أن لدي نسبة كبيرة لعدم الحضور! أعتقد أن مفاهيمي كل مرة تتغير تجاه الكتاب والقراءة! تضم مكتبتي قرابة الألف كتاب أو أكثر لم أقرأها بعد، وهي عناوين جديرة بالقراءة، من يحب الكتب والقراءة يعاني كلما دخل المكتبة، أو كلما حضر معرض للكتاب، يشعر أنه يتحسر أمام تركه لعنوان يشعر...
البعض تأخذ علمه ولا تأخذ شخصه! قبل أن أشرح عبارتي تلك، أريد أن أتحدث عن شيء سيمهد لشرح مقولتي، عندما كنت التقي بعض المتدينين أو أحادثهم، كنت أرى في بعضهم صفات سيئة مثل الاغترار بالنفس وأنهم ملكوا الجنة يدخلون فيها من يشاؤون، ويخرجون منها من يشاؤون! لديهم سوء ظن بالأخرين، تكثر لديهم الغيبة! كنت أشعر أن هنالك خلل! وكنت أتساءل بعمق هؤلاء بعضهم...
يضحك مني بعض الأقرباء والأصدقاء على فكرتي هذه التي أؤمن بها منذ سنين والحقيقة أنه كلما تقدم عام شعرت بأنها فكرة تستحق! هوية الأوطان تبرز دائماً في اللغة، واللباس، والرقص لو استبعدنا اللغة قليلاً وركزنا على اللباس والرقص، الرقص لو تأملنا فكرته بشكل عام كيف ابتدأ ففي الغالب كانت بدايته يرمز لطقوس العبادة والحروب، لذلك بعض الرقصات إلى وقتنا الحاضر لو رجعتم...
من الحيل النفسية التي وجدتها في القراءة عندما تقرأ كتاب من الجوال، أو أجهزة القراءة، لو كانت صفحاته تعدت 800 صفحة ستجد نفسك تقرأ سريعاً وستنبهر بالرقم الذي وصلت له في عدد الصفحات، بخلاف لو كنت ممسكاً بذلك الكتاب ورقياً ستجد نفسك لم تتجاوز الصفحات مثلما تجاوزتها الكترونياً، لأن في الأجهزة لا تلمس الكتاب وتعرف عدد صفحاته، والتي تنعكس على نفسك...
نملة وأنا والكون! عندما أمارس رياضة المشي صباحاً، كنت وأنا أسير أتأمل النمل وهو يسير، يشق طريقه في الحياة! وعندما أنتهي من المشي أجلس بالقرب من مكان تجمعه أتأمله، الأفراد منه التي تسير مبتعدة، والأفراد الذين عادوا لتو، أتساءل في نفسي وأوجه حديثي لنمل، هل تدرك أيها النمل هذا العالم الذي تعيش فيه؟ هل ما تدركه صحيحاً بنسبة لك وجازماً فيه؟ أم يعتريه الخطأ!...