قبل فترة كنت أتأمل ( نسوا الله فنسيهم ) حول المعاملات بالمثل ، لماذا تحب من لايحبك؟! ،تذكر من نسيك ؟! ولماذا تشتاق لمن لا يشتاق لك! أعلم إن الإنسان في لحظات لايستطيع أن يملك مشاعره لكن أظن أن هذه مثاليات زائفة نطعم فيها أنفسنا لنبدو أننا الأفضل ! في حين أن الله جل في علاه يقول (أذكروني أذكركم ) (نسوا الله فنسيهم )...
يعتقد البعض أن شعور السعادة هو شعور مثل شعور الفرح ! لذلك دائماً ما يبحثون عن هذا الشعور ويشعرون بالضيق لأنهم لا يجدونه ! وهذا المفهوم في السعادة مفهوم وهمي ! قد تحيط بك السعادة من كل جانب لكنك لا تدرك مايحيط بك ولا تتأمله! وفي نظري اليوم الذي يمضي في حياتك خالي من المشاكل، ولا يوجد ماينغص عليك يومك ، فهو يوم سعيد...
الذي تأكدت منه في السنوات الأخيرة أن بلادي لو أخرجت كبدها، وقطعتها قطع بالتساوي ووزعتها لما رضي عليها الكثير من الناس!، ولبقيت بلدان ساخطة عليها!، وسيبقى دائماً صوت الجحود والنكران هو صوتهم!، وعندما تتساءل عن أسباب هذا التعامل ستجد جواباً طبيعياً لفطرة البشر أن بهم حساداً لا يستطيعون تقبل أن تكون أفضل منهم ولديك خير بخلاف عنهم!، وهؤلاء تجدهم في كل مكان وزمان بل...
مرضت أختي قبل وفاة أمي بأشهر مرض شديد، كان هذا المرض نتاج اتخاذها قرار تغير نظامها الغذائي إلى نباتي! (موضة الفيقن اللي طالعين فيها جديد) أصبحت أختي مهووسة بعالم التغذية وكل ما يكتب فيه! حتى وصل بها الحال أن ترسل خصل شعرها لخارج المملكة حتى تعرف ما يناسبها من الأكل لتعتمده! لكن هذا العالم دخلها في دوامة تعب وساوس ولم يعد جسدها...
الفقد مؤلم جداً بين أناس كانوا معك ونسجوا معك أدق التفاصيل وتراهم في كل مكان ثم هكذا يغادروا عالمك دون حتى وداع! لكن المرارة الأشد هي بعد هذا الرحيل والذي قد يكون أخر مكان يجمعك معهم هو هذه الدنيا ! عندما ينتقلون للأخرة أنت لا تعلم هل ستلتقون مرة أخرى أم لا ؟! الأمر متوقف على ماقدمتموه في هذه الدنيا من خير ،والفصل في الأمر لله وحده ، ترجم القرآن والسنة شيء من هذا الوجع...
كطفل وضعته أمه لدى الجيران وذهبت لسوق ، وهو منشغل يلعب يتذكر غياب أمه فيذهب يسأل عنها لما تأخرت ولم تأتي ؟! يخبرونه أنها ستأتي يعاود اللعب وهكذا هو حاله وسؤاله، وعندما يتلبسه الخوف ويخيل له أنه لن يراها! يجلس في زاوية يبكي ينتظرها علها تعود حتى يغلبه النوم! هكذا هو حال من لم يصدق رحيل أحبته ، يخيل له أن أحبته...