Turning point نقطة تحول
في سنواتي الأخيرة تمر بي حالة هي حالة الشعور بالتعب عند فكرة الكتابة، الأفكار حاضرة وما أريد قوله حاضر لكن فكرة الجلوس وتجميعه وترتيبه أصبحت مرهقة لنفسي ومتعبة، وودت لو اخترع الإنسان جهازاً مجرد توصيله بعقل الشخص يكتب كل ما يريد قوله!، كثير من المواضيع والكتب والأفلام والوثائقيات أتمنى الحديث عنها كما أريد أنا، لكني أجد أن روحي متعبة وإن وجدت أنه ولابد من نشره كتبت رؤوس أقلام أو ما أستطيع كتابته رغم أني داخلياً لست راضية أبداً،
هذا الوثائقي الذي أضع اسمه الآن Turning point نقطة تحول ، أتمنى لو كتبت فيه ما أريد كتابته لأنه من الوثائقيات التي لا تستطيع أن تشاهده وتصمت لأن فيها ما يستوقف النفس ويحرك الذاكرة على أيام مضت، أحداث 11 سبتمبر لا أظن إنساناً يشاهد هذا سيجد أن تعاطيه مع هذا الحدث الذي غير الكثير على الخارطة مثلما كان في السابق أبداً، مازلت أذكر تلك اللحظات التي سمعنا بها ذلك الخبر والأخبار تنقله، كنت مراهقة لا تفهم من الدنيا شيئاً، ولا تملك من العلم شيئاً، ولديها عاطفة جياشة تجاه دينها، والمسلمون يذبحون في كل مكان، كان الإنترنت في بداية دخوله لبلادنا ويشجعك أكثر على تبني رأي واحد! قلة هم العقلاء الذين كانوا ينظرون للمدى البعيد ويفهمون السياسة، كونك فهمت الدين لا يعني أنك تفهم في السياسة!! الحماسة الغير منضبطة التي تدفع البعض لارتكاب الأشياء دون النظر للأبعاد السياسية وأثرها على المجتمعات، مجموعة قادوا التفجير ليدفع ثمنها بلد بريء يقتل شعبه، ويستباح بلد مسلم بأكمله!!بل في هذا الوثائقي ستعلم أن الغرب الخبيث والذي يبحث عن أي فرصة لغزوا بلاد المسلمين دون رحمة، معلومة وجود في العراق أسلحة دمار شامل كانت بسبب التحقيق مع أحد قادات تنظيم القاعدة والذي اعترف تحت وطئت التعذيب أن أسامة بن لادن التقى بصدام حسين ولديهم أسلحة دمار لغزوا أمريكا مما دفعهم ليلتفتوا لغزوا العراق!! وهذا بلد مسلم أخر يستباح ويعترف الغرب أن غزوا العراق كان أكبر خطأ في تاريخ أمريكا!! بعد ماذا؟! بعد ضياع بلد وشعب قتل وفقد أحبابه ومساكنه وانتشرت الفوضى به!! شيء محزن
الوثائقي خمس حلقات وكل حلقة ساعة وفيه الكثير الذي يحكى
وفيه أشياء كثيرة مؤلمة لكن أكثر شيء استوقفني هو الحد الفاصل من الموت الساعات الأكيدة والتي فيها تأكيد العبور للأخرة، عندما يخبرك الطبيب أن أيامك معدودة بلا شك أنها صعبة جداً لكن سيكون هنالك بصيص من الأمل ربما أعيش أطول! لكن في هذا الوثائقي عندما حدث الانفجار وعندما خطفت الطائرة، كان الكثير يتصل بأحبابهم ويخبرونهم أنهم يحبونهم وأنهم لا يعلمون هل سيرونهم مرة أخرى! حمل الوثائقي أصوات هؤلاء وهذا الشيء الوحيد الذي بقي من أحبابهم حتى جثثهم لم يستطيعوا رؤيتها مرة أخرى، أكثر مشهد آلمني الأم التي كانت على متن الطائرة والتي اتصلت بعائلتها لتودعهم وداع التأكيد فهي مقبلة على الموت لأن الطائرة مختطفة، هذه اللحظات مؤلمة جداً ودائماً كنت أفكر عند قراءة خبر مثل ضياع شخص في الصحراء، ووجد ميتاً كيف كانت الليالي التي قضاها وهو يستقبل الموت! ووجدت أن التي أشد ألماً وحزناً منها هي عندما تحمل تأكيدات الموت ولا نجات وكل ما عليك فعله أن تشرع للموت صدرك بطيب خاطر!
وثائقي جميل ويلم كل الأفكار حول أحداث سبتمبر