Navigation Menu+

أمية بن أبي الصلت !

Posted on فبراير 9, 2020 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 2494 مرات

بالأمس كنت اقرأ كتاباً، وذكر فيه اسم الشاعر أمية بن أبي الصلت! توقفت كثيراً عند أمية بن أبي الصلت، وبقيت من لحظة وقوفي عند اسمه حتى هذه اللحظة وأنا أفكر بعمق في حاله! هذا الرجل الذي كان على الحنيفية ونبذ عبادة الأوثان والأصنام، وكل ما كان يُفعل في الجاهلية، جاب الأرض وسافر بحثاً عن الحق، اطلع على كتب الأديان، والتورات والإنجيل، وقصد القساوسة، والكهان، والأحبار بحثاً عن الحق وسماعاً له، تفكرت كثيراً بكل ما بذله ،والمشاق التي كان يخوضها! الغربة والوحدة التي كان يعيشها في ذلك الزمن، والرفض لكل ما كان يحيط به ويفعله قومه! السفر الذي كان يخوضه! نحن لا نتكلم عن طائرات في ذلك الزمن توصلك لبغيتك في ساعات، أو يوم على أقصى تقدير! نحن نتكلم عن سفر يبقى شهور يتيه في الأرض حتى يصل لوجهته! يتحمل فيها ما يتحمل ولربما شارف على الموت مرات! العجيب في قصة هذا الرجل أنه وافق خروج الإسلام وقابل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ورفض أن يسلم! كان يُدرك ويقول أن ما يدعو له محمد هو الحق! وسبب رفضه لدخول الإسلام يتبين سببه من أمرين، في حوار لأمية بن أبي الصلت مع أبو سفيان ” يا أبا عثمان قد كان من أمر الرجل ما قد بلغك وسمعته، فقال: قد كان لعمري. قلت: فأين أنت منه يا أبا عثمان؟ فقال: والله ما كنت لأومن برسول من غير ثقيف أبدا” والسبب الثاني ،وأيضاً حوار أخر مع أمية بن أبي الصلت يحدثه أبو سفيان حين أخبره بخروج النبي الذي أخبره به أمية بن أبي الصلت فيقول أمية لأبي سفيان “أما إنه حق فاتبعه. قلت: ما يمنعك من اتباعه؟ قال: ما يمنعني إلا الاستحياء من نساء ثقيف، إني كنت أحدثهن أني هو، ثم يرينني تابعاً لغلام من بني عبد مناف”!، الذي منع أمية من أن يؤمن هو حسده! وخشيته من أحاديث الناس؟ ومن من؟ من النساء! بقيت أفكر كثيراً في هذين السببين، حول خفايا النفس وسلطتها، وسطوة تأثير الناس وخاصة النساء على الرجال! مازلت أتساءل بلا شك أن الإنسان يتأثر من كلام الناس سواء رجال أو نساء، لكن هل سطوة تأثير كلام الرجل تجاه النساء أقوى؟!، وسطوة تأثير كلام النساء على الرجال أقوى؟!، وليس فقط الكلام بل عامل المكانة والخشية على فقدانها عند كليهما! قبل أيام كنت اقرأ خبر لفنانة وفنان تزوجا عرفي ونتج عن هذا الزواج ولادة توأم رفض الفنان الاعتراف بهما! من ضمن حديثها أنه يخشى على جماهيريته أن تفقد لدى المعجبات! وهذا الأمر لو تلاحظون منتشر في عالم الفن بإخفاء الزيجات! والسبب الخشية من فقدان المكانة عند الجنس الأخر! وهذا ما تثبته قصة أمية بن أبي الصلت خشيت فقدان المكانة لدى الجنس الأخر! سلطة النفس وخفاياها عجيبة! والتي يصعب لنفس التخلي عنها والانفكاك منها! سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر أمية بن أبي الصلت رغم أنه لم يؤمن به! وكتب أبياتاً يمدح فيها قتلى بدر!، وهذه هي النفوس العظيمة التي تقول الحق، وتثبته لأصحابها رغم كل شيء! ” قيل إن رسول الله قال فيه “آمن شعره وكفر قلبه” و” إن كاد ليسلم “

مما قال في شعره

الحمد لله الذي لم يتخذ

سندًا وقدر خلقه تقديرا

وعنا له وجهي وخلقي كله

في الخاشعين لوجهه مشكورا

وقال أيضاً

إِلى اللَهِ أُهديَ مِدحَتي وَثَنائِيا

وَقَولاً رَصيناً لا يَني الدَهرَ باقِيا

إِلى المَلكِ الأَعلى الَّذي لَيسَ فَوقَهُ

إِلَهٌ وَلا رَبٌّ يَكونُ مُدانِيا

وَأَشهَدُ أَنَّ اللَهَ لا شَيءَ فَوقَهُ

عَلِيّاً وَأَمسى ذِكرُهُ مُتَعاليا

أَلا أَيُّها الإِنسانُ إِياكَ وَالرَدى

فَإِنَّكَ لا تُخفي مِنَ اللَهِ خافِيا

وَإِياكَ لا تَجعَل مَعَ اللَهِ غَيرَهُ

فَإِن سَبيلَ الرُشدِ أَصبَحَ بادِيا

من الدراسات البحثية التي قُدمت عن الشاعر أمية بن أبي الصلت دراسة

 أمية بن أبي الصلت حياته وشعره لـ د بهجة عبد الغفور الحديثي

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.