Navigation Menu+

اللهم السلام

Posted on ديسمبر 4, 2019 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 2469 مرات

أذكر في إحدى السنوات قضيت سبعة أشهر لم أختلط بأحد من البشر بين مكتبتي وتأملاتي وعبادتي، حدثتني نفسي المغرورة أنني خالية من الذنوب! هذه النفس التي كلما اعتقدت أنني فهمتها تكشفت لي نفس أخرى لا أعرفها أشد من الأولى في وطأتها! ويصعب فهمها وتفكيكها! لذلك أعتقد أن النفس سبع طبقات مثل الأرض والسماوات، كلما اجتزت طبقة خرجت لك طبقة أخرى! شعرت وقتها أنني انتقلت من مرحلة وضوح الذنب إلى مرحلة الخفي من الذنب! وهي الأشد خطورة! لما تحتويه من اغترار بالنفس والعمل! والأشد معها عندما تتلبس بسوء الظنون بالآخرين! وللأسف وجدت هذه الثلاثة تكثر لدى بعض المتدينين والمتدينات! وتكثر عندما يغتاب أحدهم أو يسيء الظن بإخوانه، هو مغتر بنفسه وعمله وعلمه، ويرى نفسه في مكان أعلى من أخيه، وكأنه ضمن منزلته في الجنة ورأها! لذلك يبيح لنفسه غيبته، وسوء الظن بإخوانه وما رأيت أو سمعت أو قرأت لمتدين يبيح لنفسه غيبت أخاه، ويسيء الظن بإخوانه إلا علمت أنه في مرحلة خطرة جداً متلبسها وزينها له الشيطان! فالعامي مذنب مع الجهل، أما المتدين فهو مذنب مع إدراكه التام بالعلم، والمعرفة جرم فعله! ولو لم يشعر بهذه المنزلة لما أطلق لسانه! وقفت كثيراً عند حديث أول من تسعر فيهم النار! ترك الله كل من كفر به والحد وفعل الذنوب وأساء مع الله لم يستفتح بهم النار! وجيء بالمتعلم وحافظ القرآن والمجاهد والمتصدق لتسعر بهم النار وتستفتح لأنها لم تكن لله! أمام الناس في الدنيا هؤلاء ماتوا على منزلة عظيمة وأمام رب الناس لم يكونوا شيئاً يذكر! واستحقوا أن تستفتح بهم النار وتسعر! كنت أقف دائماً عند الأحاديث التي يخبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أصحابه أنه سيدخل عليهم رجل من أهل الجنة أو رجل من أهل النار ..إلخ كانت الحكمة التي يريد إيصالها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لأصحابه ،أن ما خفي لا يعلمه إلا الله وأنه هو أعلم بمن اتقى! وأن الظواهر قد تختلف عن البواطن فيصعب الحكم على الناس وظلمهم! لذلك حقوق الناس عظيمة عند الله لذلك جاءت وصايا الدين تجاههم عميقة ودقيقة وكم توقفت متعجبة من دقتها والهدف الدقيق الذي يطمح له الدين من خلال الحرص على التمسك بهذه الوصايا والتي فيها قمة الحب والرحمة والصلة والتي تدفع للعيش بسلام ونشر السلام مع الجميع! جرم استباحة دمه وعرضه وماله، جرم غيبته، ونميمته، وبهتانه، وظلمه، وغدره، وسوء الظنون به، السلام عليه أكنت تعرفه أم لا تعرفه، إجابة دعوته، تشميته عند العطس، الأجور العظيمة التي تعطى للإنسان عند مساعدة أخيه والوقف معه، الأجور العظيمة للعفو، الأجور العظيمة لستره، الأجور العظيمة التي تعطى عند الصلاة عليه وحتى دفنه! لأخر رمق يقوي هذا الدين ويعمق علاقة المسلم بأخيه المسلم! لذلك نحن أمام أن نجتهد في علاقتنا مع أنفسنا، قال تعالى “قد أفلح من زكاها” وعلاقتنا بالناس، قال الرسول عليه الصلاة والسلام “إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم! “كل يوم ندعو في صلواتنا خمس مرات” اللهم أنت السلام ومنك السلام” هذا السلام لن نصل له حتى نفهم أنفسنا ونحفظ حقوق الأخرين ولا نتعدى عليهم وعليها!

اللهم سلاماً في أنفسنا وسلاماً نرفعه وننشره لكل من يحيط بنا

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.