Navigation Menu+

درويشٌ على بابِ السّلام

Posted on سبتمبر 8, 2024 by in أَدَبْ واقَتِبَاسَاتْ

تمت زيارة التدوينة: 22 مرات

لكَ الفجرُ، للمُسْتهزِئينَ الهوازِعُ

‏ولي مِنْكَ يا بْنَ الأكْرمينَ المَطالِعُ

‏ولي نَقْرُ عُصفورٍ على غَيرِ مَوعِدٍ

‏معَ الحَبِّ، لكنْ بَيْدرُ الحُبِّ خادِعُ

‏على ريشِهِ الفِضّيِّ مَوّالُ حِنْطَةٍ

‏وحَرْفٌ كثيرُ الحُبِّ، حَرْفٌ مُبايِعُ

‏أنا ذلكَ العُصفورُ، طيَّرَ ريشَهُ

‏إلى بابِكَ العالي هَوىً لا يُدافَعُ

‏أتيتُكَ مِنْ تِلقاءِ أمْسيْ وحاضِري

‏ثَقيلَ الخُطى، فَالخَطْوُ عاصٍ وطائِعُ

‏حَمَلْتُ على عُكّازَةِ الشَّوقِ لَهْفَتي

‏وقلباً صغيراً قَدْ أبَتْهُ المراضِعُ

‏فَما كُلُّ مَن زارَتْ حِمانا (حَليمةٌ)

‏ولا كُلُّ من يُصغي لِشكوايَ سامِعُ

‏يَضيقُ عَلَيَّ الشِّعرُ صَوتاً وصُورةً

‏فآتيكَ مِنْ ضِيقيْ لأنَّكَ شاسِعُ

‏أُتَرْجِمُ قَلبي مَرّتَينِ وأرْبَعا

‏وتَلغو فَأمْحو ثُمَّ تَلْغو الأَصابِعُ

‏وياما أَسَرَّ القلبُ وَجْداً وما دَرى

‏إذا كنتَ مَنْ يَهْواهُ فَالسِّرُّ ذائِعُ

‏أُحَمِّلُ ظَهْري ما أُطيقُ مِنَ الهَوى

‏وما لا، فَما عِنْدي وعِنْدي مَواجِعُ

‏لِوحدي على بابِ السَّلامِ وواحِدٌ

‏وأكثرُ مِنّي، إنَّنيْ بِكَ واسِعُ

‏أُقَدِّمَ رِجْلاً ثُمَّ أُرْجِعُ أُخْتَه

‏أنا يا أبا الزّهراءِ آتٍ وراجِعُ

‏فأمْشي ولا أمْشي، وَصَلْتُ ولم أَصِلْ

‏كَأنِّي وما غَيري هُنا أَتَدافَعُ

‏أَمامَكَ مَكْسوراً وأَحْمِلُ قَامَت

‏فَلا أنا مَحْمُولٌ ولا أنا واقِعُ

‏وَجَدْتُ هُنا نَفْسيْ لِأنّي أَضَعْتُها

‏زَماناً زَماناً، بَعيداً عَنْكَ فَالكُلُّ ضائِعُ

‏أَجُرُّ وَرائيْ أَلْفَ مِيلٍ وخَيْبَةٍ

‏وعِندي ذُنوبٌ لا تَفِيها الذَّرائِعُ

‏كَأنِّي هُنا (كَعْبٌ) وبانَتْ سُعادُهُ

‏وما بانَ عَنِّيْ طَيْفُكَ المُتَتابِعُ

‏فَيا بْنَ التي كانَ القَدِيدُ إِدامَه

‏وتَشْرَبُ مِنْ كَفَّيْهِ، تَرْوى طَلائِعُ

‏وقالوا: نَبِيٌّ ثُمّ يَخْصِفُ نَعْلَهُ!!

‏وسَيِّدُ أخلاقِ الرِّجالِ التَّواضُعُ

‏وقالوا: يَتيمٌ قُلْتُ: والحُسْنُ هكَذا

‏وقالوا: فَقيرٌ، قُلْتُ: للهِ بَائِعُ

‏لَقَدْ حَمَلَ الدُّنيا على كَفِّ قَلْبِه

‏وصارعَ كَيْ نَحْيا الذيْ لا يُصارَعُ

‏يُعاتِبُني في الحُبِّ مَنْ لم يَبِتْ لَهُ

‏على أرَقٍ أوْ هَيَّجَتْهُ السَّواجِعُ

‏وإنَّ أَقَلَّ الحُبِّ جَفْنٌ مُسَهَّدٌ

‏وقَلْبٌ على جَمْرِ الغَضا ومَدامِعُ

‏ومَنْ كُنْتَ في عَيْنَيْهِ فَالنَّومُ عِنْدَهُ

‏حَرامٌ حَرامٌ، وفي شَرعِ الهَوى فَهْوَ قاطِعُ

‏لِأنَّكَ في قَلْبي نَبِيٌّ وجَنّةٌ

‏فَحَرْفِيَ مِحْرابٌ ونَصِّيَ جامِعُ

‏أُحِبُّكَ يا خُبْزَ الدَّراويشِ إذْ أنا

‏على البابِ درويشٌ وإذْ أنا جائِعُ

‏لقَدْ قِيلَ ليْ عَنْكَ الكَثيرُ وقِيلَ ليْ

‏وأَرْجَى الذي قَدْ قِيلَ: أنَّكَ شافِعُ

‏رُزِقْتُ مِنَ الشِّعرِ الجَميلِ عَرائِسا

‏بِمَدْحِكَ، يا حَظِّي الذي لا يُنازَعُ

‏فَأَرْوَعُ شِعْرٍ قِيلَ شِعرٌ رَضِيْتَهُ

‏فَإِنْ تَرْضَ عَنْ شِعْري فَكَمْ أنا رائِعُ! 

أنس ابراهيم الدغيم

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.