ضع بصمة لذكريات!
تزورنا زوجة خالي حاضرة من جدة، وأي زائر لرياض لابد وأن أذهب به لحي الديرة، في ذلك اليوم الذي ذهبنا تغير الجو فجأة بين عج ومطر، طبعاً المجموعة التي ذهبت معي استغلت هذه الفرصة لتهكم علي وأنني مرشد سياحي فاشل لأنني لم أقرأ الأحوال الجوية ، وحقيقة كنت أقنعهم بفكرة فلسفية حقيقية بنسبة لي وهي أيضاً مخرج لي من هذا التهكم ، أن هذه الطلعة ستبقى في ذاكرتهم لما حوته من تقلب الأجواء وما كان فيها من ضحك ومواقف بخلاف لو كان الجو عادياً وطلعة جميلة ستكون سعادة لحظية وستنسى، لكن هذه الطلعة سترسخ في الذاكرة وليس الآن الشعور بلذة ذكرياتها بل بعد سنوات عندما يتذكرونها! هذا الموقف يذكرني بمسألة توثيقي بالكاميرا لكل اللحظات، منذ عرفت نفسي وحتى هذه اللحظة وأنا لدي حب وإيمان بتوثيق اللحظات وحملي للكاميرة في وقت كان حمل الكاميرا في الخارج أشبه بحمل قارورة خمر! في ذلك الوقت كل أفراد عائلتي يحرصون على توثيق كاميرتي ويسألونني عنها، ويشيرون لي بتصوير هذا وهذا، بعد ثورة السناب شات، وبحكم أن هذا البرنامج ساهم في توثيق اللحظات بصورة دائمة لم يعودوا بحاجة لكاميرتي ولكنني ما زلت أصيلة ولم أتخلى عن كاميرتي والتوثيق بها، ودائماً أقول لهم عندما أشغل لكم المقاطع بعد سنوات ستدركون أثر توثيقي لأنني أحرص على الاحتفاظ باللحظات كأرشيف بخلافكم أنتم تصورون للحظة وتفقدون المقاطع، وهذا ما أجد ردة أفعالهم وتأثرهم بعد سنوات عندما أشغل المقاطع في الجمعات العائلية، (طبعاً أنا أشكل مصدر تهديد لهم لأني أحتفظ بأرشيف أشكالهم ) هذه الفلسفة أتبعها أيضاً في توثيق الزمن والتاريخ على ختمي للكتب ويسألني الأصدقاء في السناب شات لماذا عندما أقرأ كتاب أوثق في مقدمته كل ذلك، أقول لسنوات القادمة وليس للحظة الحاضرة لأنني عندما أفتح الكتاب وقد مضى عليه سنوات، ستكون لحظات شعورية جميلة ، لذلك بعض المواقف والأحداث تحتاج لبصمات لتبقى لها ذكرى جميلة آسرة عبر الزمن
هنا قررت إضافة عبارتين تعجبني من الكتاب