Navigation Menu+

غربة الروح !

Posted on ديسمبر 27, 2019 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 2523 مرات

 

 

لا أعلم لماذا علي اليوم أن أعترف أنني لا أنتمي لشيء! لم ترق لي يوماً مجالس النساء ولا أجد نفسي فيها! غالباً ما تكون مجالس النساء مليئة بالقيل والقال والبهرجة! وكل ذلك تضيق منه نفسي! لا أؤمن بالزواجات وبقيت ثلاثة عشر سنة لم أحضر زواجاً ،وقبل ثلاث سنوات حضرت زواجاً لأبنة أختي بسبب كسر ألم بقدم أختي واستدعى حضوري! زواجاتنا غاب فيها الفرح الحقيقي وتقام لأجل أن نخبر بعضنا البعض أن لدينا مال وملابسنا أفضل من ملابسكم! زواجات تقام لأجل الاستعراض! لذلك أنا من المنادين دائماً بأن يقام زواج لرجال فقط! وزواج عائلي بسيط للنساء بدلاً من كل هذه الأموال التي تهدر! لا أؤمن بالعزاءات ” اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم أمراً شغلهم ” أبعثوا لهم الطعام ليس تجمعوا في بيوتهم وكلوا ومثلوا الحزن والبكاء! يحتاج أهل الميت أن يستعينوا بالصلاة على حزنهم! وأن يتفرغوا لدعاء لميتهم وخاصة وهو في ساعاته الأولى في قبره! والناس تمنع كل ذلك بل تضيق عليهم، ولا يستطيعوا البكاء والتنفيس عن أنفسهم، لأن الناس منكبين عليهم! لذلك لا أؤمن بالعزاءات ولا أحضرها! ولا أؤمن بالوظائف، فكرة أن أكون رهينة لشيء يربطني ويكبل حريتي فكرة تزعجني جداً، وأشعر أن حياتي تمضي وأنا رهينة له قرابة ثمان ساعات! أؤيد التجارة والتي تكون حراً فيها، وتكسب المال الذي يعيشك بكرامة ولا تمد يدك لأحد! ضد اللهث وراء المال! قديماً كنت أؤمن بشهادات، سنوات الأخيرة لا أؤمن بها أبداً، الشهادة صنعت لأجل المال والمكانة فقط! لذلك نخبر الصغار منذ نعومة أظفارهم أن يدرسوا وينجحوا ليأخذوا الشهادة لأجل أن يتوظفوا! اليوم نقول لهم الشهادة تصنع المال والمكانة! لكنها لا تصنع العقول لذلك عليك أن تبحث عما يميز عقلك عن الباقين! لذلك أؤمن بالعقول! أؤمن بعمق الحب، أؤمن بعمق رابطة الزواج، أؤمن بأفضلية الرجل على المرأة! وأن جمال الكون يكمن تحت ظل رجل شهم تستند عليه المرأة وتسنده! (رفضي لزواج لا يمنعني من قول الحقيقة!)  أؤمن أن عقل المرأة يولد تافهاً وهو قابل لنضج! لذلك تكثر التفاهة لدى النساء! أؤمن بالأصالة في كل شيء، أؤمن بالسلام وأنه أجمل شيء تعيشه وترفع رايته! أؤمن أن الطاولة صنعت لشخصين فقط؟!  شخصٌ تحبه! وشخصٌ بينك وبينه شيء مشترك يجمعكما! وأن جمال الحظة تكمن مع شخص يصنع لك الضحكة أو يبني لك الفكرة تحلق معه بعيداً بعيداً بأفكارك لا تخشى شيء! أؤمن أن أجمل الناس الصادقين والعفويين! قلت لكم أنني لا أنتمي لشيء؟! على الرغم من أنني شخصية قيادية! وعلى الرغم من أن عائلتي يسمونني “الدينامو”! وعلى الرغم من أنني شخصية اجتماعية! إلا أنني لا أنتمي لكل ذلك! كنت إذا اختلطت بالجموع أجعلهم يتمايلون من الضحك وأنا في داخلي غير سعيدة! بعد تأمل علمت أنني أعيش مأزق نفسي وتعبر نفسي عن ذلك بإطلاق النكت! أنا كمن ألبسوه جزمة ضيقة “وأنتم بكرامة” يستطيع السير ولكنه غير مرتاح! لم أجد نفسي مع المثقفين، ولا الكتاب، ولا القراء، (بصورتهم المجتمعية)! لم أجد نفسي مع المتدينين ولا الشق الأخر (بصورتهم المجتمعية)! وخلصت إلى أن الوسط هو ما يناسب روحي ولعلي يوماً أكتب عن تأملاتي في هذا الأمر!

ربما عندما تجد شخص يشبهك في شيء تعاني منه يبعث على نفسك بالشعور أن الأمر طبيعي!

لذلك أكثر شخص فسر الحالة هو  الأديب عبد الله الهدلق قرأت له يوماً تغريدة أرجو ألا يخونني التعبير فيها، حكى عن غربته وأنه لم يجد نفسه مع المتدينين ولا مع الأدباء!

وقال في تغريدة أخرى ” أشعر أني أقل وحدة حين أكون وحدي “

أحببت العيش وحيداً إلا من نفسي،

وحيداً هناك أتفيّأ ظلال الأشياء في طمأنينة  وحذر وترقّب!

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.