فلسطين
لا توجد كلمات تصف ما يحدث في غزة، لذلك لم أكتب حرفاً واحداً منذ بداية ما حدث فيها، فالكلمات تعجز أمام هذا المصاب العظيم! لكن لأنني صديقة الموت منذ عشرين عاماً، ورأيت كيف يتخطف أحبابي واحداً لتو الأخر، وأصبحت أعيش بقلب وجل! يخشى أن يصحو ويجد الموت حل ضيفاً من جديد ليأخذ فرداً من أفراد عائلتي! لكن وجدت الموت في غزة مختلف تماماً عما أعرفه ! بدا شرساً! وشعرت أنه كان أكثر رحمة مع أحبابي! عندما يمرض الشخص حتى وإن تبادرا لذهنه فكرة الموت فهو ينام ويصحو أن الله به رحيم وربما يكتب له الشفاء ! لذلك عندما يأتي الموت ليأخذه لن يدرك كثيراً !، سيجد نفسه انتقل لهذا العالم دون مقدمات مرعبة ! مثلها أيضاً من يرحل فجأة لن يدرك إلا عند انتقاله للعالم الأخر! عندما كنت أتأمل من يقام عليهم القصاص، وكيف هي مشاعرهم، وهم يدركون أنها ما هي إلا دقائق وسيخرجون من عالم الحياة إلى عالم آخر! كنت أشعر أنه شعور قاس ومرعب، لحظة الترقب هذه ، والتي يكون فيها جزم الموت أكثر من جزم البقاء في الحياة!
الموت في غزة يأخذ هذا الشكل !
وأقسى ما وجدته في أحد المقاطع التي شاهدتها ، الظلام الدامس ، والكل في لحظة رعب، والصواريخ تضرب عن يمينهم وعن شمالهم، وهم يرتقبون لحظة دخول الموت والانتقال إلى العالم الأخر!
في غزة اجتمعت كل المشاعر!
القهر، والخوف، والجوع ، ورحيل الأحباب، ونقص الأموال،
كل شيء ذكرته آية الابتلاءات اجتمع في غزة!
عائلات محيت عن بكرتها!
سيقولون يوماً كانت هنا عائلة فلان الفلاني ورحلوا جميعهم في لحظة وكأنهم لم يخلقوا!
في غزة لا يوجد تحاسد على الملبس، والمأكل، والبيت، والسيارة ،
ورفاهية الحياة!
إن كان هنالك تحاسد ! سيكون على نجاة فرد من أفراد تلك العائلة
وفناء تلك العائلة !
كل شيء في غزة مختلف!!
وهذا ما يدمي القلب!
النصر قادم
وما بدأ لن يتوقف
وسيتغير كل شيء عما كان سابقاً!
زمن الفتاوى الفقهية ولا !
زمن الفتاوى العقائدية قادم!
أثبت على دينك .. وسل الله أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه!
اللهم كن لإخواننا في غزة
اللهم إن الصهاينة لا يعجزونك فأرنا بهم عجائب قدرتك
اللهم احفظ بلادنا وكل بلاد المسلمين