قمة الحب وقمة الأخلاق !
يأتي عمرو بن العاص ذلك الصحابي الجليل للرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام
وكله شوق يسأله من أحب الناس إليك ؟!
وهو يغالب إحساساً أنه هو !
فيأتي الجواب مباشرة دون أدنى تفكير
… عائشة.. !!
يرد الصحابي ومازال الأمل يحدوه؟!
إنما أقول من الرجال ؟!
فيأتي الجواب سريعاً أبوها !
تأملت هذا الحديث كثيراً وتعجبت منه !
قلوب المحبين وما تحوي !
يسأل الصحابي ليعرف من يحب الرسول ويتمنى أن يقول هو!
فيأتي الجواب عائشة ! ثم يتمنى أن يعرف من يحب الرسول من الرجال
فيكون أبوها ! وتأملوا كلمة (أبوها ) لم يقل ( أبو بكر الصديق رضي الله عنه ) بل قال ( أبوها )
وهذه برأيي أعلى مراتب الحب !
عندما تصل المحبة لأن تحب كل ما يرتبط بمحبوبك ويتصل به !
ربما الأمر الذي استوقفني والسؤال الذي تساءلت عنه؟
ما الذي حمل ذلك الصحابي الجليل على سؤال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام؟!
“عن أحب الناس إليه” وأي ثقة دفعته لسؤاله !
فاستنبطت أن الأخلاق العظيمة التي يحملها رسول الأمة
عليه صلوات ربي وسلامه هي الدافع
حتى أن الذي أمامه يشعر أنه ليس في قلب الرسول سواه !
هذا بظني ما دفع الصحابي لأن يسأله وبكل ثقة !
تخيلوا معي لو أن كل شخص تعامل مع كل إنسان يقابله بأن ذلك الشخص محبوبه فأغدق عليه أحسن أخلاقه وأفضلها كيف بربكم ستغدوا دنيانا ؟!
هل سنجد حقداً أو كراهيةً أو حسداً !
أم هل ترانا سنجد كبراً أو غروراً !
وما إلى ذلك من سيء الأخلاق
ربما الأمر الآخر الذي استفدته من سؤال الصحابي
أن لانوهم أنفسنا بأمور ليست من الحقيقة في شيء، ما لم نسمعها ونراها رأي العين، فكم من شخص وضع لنفسه مكانة في قلب أحدهم، ثم صدم أن حاله كحال كل الناس في قلوب البعض !