Navigation Menu+

كم شخصاً مات في صدرك ؟!

Posted on نوفمبر 9, 2016 by in قَلَمِي

تمت زيارة التدوينة: 3784 مرات

تبدوا الصورة جميلة في البدء عندما تلتقطها عدسة أعيننا !
ربما تزداد جمالاً تلك الصورة كلما اقتربنا منها وربما العكس !
كم مرة خدعتنا أعيننا ؟!
وكم مرة خُدعنا ؟!
كم مرة ازداد جمال الصورة جمالاً ؟!
وكم مرة تحول ذلك الجمال إلى قبح ؟!
هل كانت الصورة هي.. هي ؟!
هل نحن من أعطينا الصورة أكبر من حجمها وبهرنا بها ؟!
وهل نحن من ظلم الصورة؟! لذلك لا نتقبلها إلا كيفما رأيناها ؟!
تقول عندما كان عمري خمسة عشر عاماً وقع في يدي قصاصة لكاتب أُعجبت بكتابته وبقيت أتابع ما يكتب سنين طويلة أحببته كثيراً من خلال ما يكتب كان قدوتي بنا في نفسي الكثير … الكثير ، واليوم علمت أنه سيحضر إلى مدينتنا لإلقاء محاضرة كانت سعادتي غامرة جداً ، ذهبت في اليوم المحدد وحضرت مبكراً لا أريد أي عائق يعيقني عن لقاء من أحببته ، اليوم سأشاهده وسأتلقى من درره و فوائده وجهاً لوجه ، أكاد أطير من السعادة ، الكثير في رأسي يعتمل ، وأنا أنتظر المصعد ليصل لأصعد للمكان المشار إليه وفي غمرة تفكيري ، نزل من المصعد رجل في الخمسين من عمره في حالة غضب دفع عامل النظافة الذي خرج أمامه ، أخذ يسير وهو يشتم وأنا في ذهول من الموقف ، أدركت المصعد قبل أن يغلق بابه وأنا أتساءل في نفسي متى تنقرض تلك العينات التي لا تحترم أخيها الإنسان أيَّن كانت مهنته علينا أن نحترمهم ونعاملهم بمثل ما نحب أن نعامل، كنت بين حديثين في نفسي يتجاذبني أحدهم الأخر ، بين موقف العامل وبين سعادتي الغامرة برؤية أستاذي الذي جئت لألتقيه ، أخذت مكاني ، بدأت أراجع الكثير مما قرأت له ، يال جمال حرفه ! ماذا سأقول له عندما ينتهي من محاضرته ؟! سأخبره أنه علمني الكثير وقد كنت قبل أن أعرفه جاهلة ، وسأقول له أني أحبه ! أي نوع من الحب كنت أحبه ؟! كنت أحبه كمعلم ! نعم هذا ما كنت أشعر به !! بل كان بطلي الذي كنت أعيش معه جمال كل شيء !! هل فعلاً كان بطلي الذي كنت أحلم به ؟! في غمرة تفكيري دخل معلمي ، أو بطلي سموه ما شئتم ! لم تدرك عيني إلا ظهره من الخلف ، كنت متحمسة لأن أرى وجهه وما أن أخذ مكانه وجلس إلا وأصبت بهول الصدمة لقد كان ذلك الرجل الذي دفع عامل النظافة ؟!! حاولت أن أضع له الأعذار ! أحاول قدر المستطاع التركيز على ما يقول ، لماذا يبدو حديثه كمتغطرس ؟! لماذا اختلف علي كل شيء !! وبدأ شخصاً غريباً لا أعرفه ؟! عندما انتهت المحاضرة اقتربت منه أريد محادثته كان حوله الكثير من الناس حاولت أن أخذ مكاناً قريباً منه كنت استرق السمع كان رجلاً متشبعاً بالغرور جعل نفسي تضيق منه وجعلني أغير رأيي في الحديث معه ! هنالك شيء مات في صدري أحاول أن أنعشه ولا أستطيع كل المواقف تجعلني أخنقه أكثر وأكثر ليموت ! لقد مات من أحببته وقررت دفنه في لحظتها في بهو ذلك الفندق وخرجت وتركته خلفي وكأن شيئاً لم يكن ! كم شخصاً مات في صدرك ؟! هنالك من يخرجون جثث من ماتوا سريعاً من صدورهم ويعيشون كأن شيئاً لم يكن ! و هنالك أشخاص يبقون يتجرعون الألم ، وفاءً يحاولون أن ينعشون من أحبوا بكل ما أوتوا من قوة ربما لأجل من أحبوا وربما لأجل الأسئلة ؟!! الأسئلة التي تقتلهم وأجوبتها لدى من أحبوا !! هل تعلم ما هو الفرق بين خطأ شخص وأخر؟! هي الشجاعة !! كلنا مليئين بالأخطاء لكن هنالك من يملكون الشجاعة ليعترفوا بأخطائهم ويقولون لمن أحبوهم نحن بشر مليئين بالأخطاء نأسف لأنا سقيناكم مر أخطائنا ولم نكن كما تأملوا و لعل اعترافنا ذلك يخفف عنا وعنكم الحمل وذلك الشعور يشعركم ولو لوهلة أنه مازال فينا بقايا من انسانيتنا تجاهكم ! مؤلم أن يكون من أحببته جباناً لأخر رمق والمؤلم أكثر أنك مازلت تريده جميلاً في نفسك كما رأيته وهذا هو الجنون !!

بعد ذلك اللقاء كانت شاردة الذهن حين وقفت أختها تسألها باستغراب عن تناولها للقهوة هذه الأيام وهي من عشاق الشاي ! أجابتها لأجل الصدمات علينا أن نعتاد الشيء الذي لم نعتاد عليه حتى لانصدم !! علقت أختها على حديثها لعل عقلك  فيه شيء ؟!! أكملت قائلة لم أعد أشعر أنني نقية ؟! أصبحت أسيء الظنون في الناس! شيء ما تغير في نفسي ؟! أنا لا أعرفني ؟! سألت أختها هل تعتقدين أن كل من كتب الكتب التي في مكتبتي كانوا صادقين  ؟! كانت أختها تستمع لها بذهول ! كنت قديما ًاقرأ الكتب دون أن يهمني ذات الكاتب كنت فقط أركز على الفكرة واليوم عندما اقرأ كتاباً ويعجبني ما كتبه صاحبه أجدني أسأل نفسي هل هو صادق فيما كتب ؟! هل فعلاً يؤمن بما كتب ؟! هل هو من كتب كتابه ؟! قلت لك لم أعد نقية أصبحت أسيء الظنون ! أنت أيضاً يا أختي لا تثقي بي ربما يوماً أخذلك اجعلي على الأقل واحداً من المئة أنك يوماً ربما تصدمين فيني هكذا تقين نفسك من الصدمات!!

  ما بك هل جننتي قالت أختها لها : نعم أشعر أن هنالك جنون في رأسي !

لم أعد أفهم شيئاً ؟!

لماذا لم أعد أعرفني ؟!

لماذا أشعر بالغربة !

لماذا هذا الحزن يستوطن قلبي !!

أنا كل ما أريده ألآن أن أخرج هذا العالم من رأسي وأعيش بهدوء وسلام

لا ألوي على أحد !!

لا ألوي على أحد !! 

صاحت بها أختها ما هذا الدم الذي ينزف من أنفك مسحت الدم بيدها المبللة بالدموع…

وقالت : بصوت متحشرج …

أغلقت خولة الرواية التي بين يديها

وقالت  : بتنهد

لماذا يحاصرني الألم والموت من كل جانب !

أهرب من الحزن إلى الحزن !!

يارب ارحم حبيباً مات وكن معي !

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.